صلاة تشرنوبل - سفيتلانا أليكسييفيتش
أبلغوني عند توفره
شارك Facebook Twitter Link

صلاة تشرنوبل

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

كلمة سفيتلانا أليكسييفيتش في الحوار الذي أجراه معها المترجم بمناسبة صدور الترجمة العربية للكتاب. إلى كل من سيقرأ هذا الكتاب... أشعر بسعادة بالغة بصدور الترجمة العربية لكتابي "صلاة تشرنوبل"، ذلك لأن قضية تشرنوبل قضية العالم أجمع. سمعت وقت أن كانت الكارثة لا زالت في أيامها الأولى أن الناس يقولون، في كل أنحاء العالم: أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا عندكم أيها الروس المستهترون، في حين ما كان ليخطر على بال أحد أن يطلق مثل هذا الوصف على اليابانيين عندما وقعت كارثة مفاعل فوكوشيما الياباني. يقف الإنسان عاجزاً أمام التكنولوجيا، التي اخترعها بنفسه، وفي مقدمتها تكنولوجيا الطاقة الذرية. إن اصرارنا على المضي قدماً في هذا الطريق، فهذا لا يعنى سوى أننا مصرين على الانتحار. ولا يجب أن يقتصر التفكير في هذا الأمر على الدول الأوروبية وحدها، إنما يجب أن ينشغل به العالم أجمع، في أمريكا اللاتينية، جنوب أفريقيا، لا زالوا يؤمنون بالطاقة الذرية، كما فعلنا نحن منذ ثلاثين – أربعين سنة ماضية. لكننا فهمنا أنه لا يمكن الفصل بين الذرة العسكرية والذرة السلمية – لا فرق بينها، كلها شيء واحد. يراودني الأمل أن يفهم الجميع هذا. فأنا أرى أن أكبر تهديد للإنسان هو الإنسان نفسه. ذهب بالفعل بلا رجعة ذلك الزمن، الذي بني فيه إلإنسان علاقته مع الطبيعة بمنطق القوة، من فوق عرش الإله. جعلنا تشرنوبل نتطلع إلى الخلود... ربما يمكن أن نطلق على ذلك بروفة نهاية العالم. ربما نهلك جميعاً – ليس هذا من قبيل الفانتازيا. ربما يندثر عالمنا الرائع – بكل ما فيه من غابات، أنهار، حيوانات. أصعب ذكرياتي عن تشرنوبل، مشهد خروج الإنسان من القرى الملوثة، بينما تخلى عن الحيوانات – التي أطلق عليها الجنود الرصاص، ثم دفنوها في مقابر بيولوجية. عندما دخل الجنود القرى، تتبعت الحيوانات أصواتهم، خرجت للقائهم، ربما شعرت بسعادة لعودة أصوات البشر... لم يعلموا بعد أن الإنسان قد خانهم.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

أبلغوني عند توفره
4.4 14 تقييم
80 مشاركة

اقتباسات من كتاب صلاة تشرنوبل

هل هنالك مايبعث على الخوف، أكثر من الإنسان؟.

مشاركة من زينب مرهون
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب صلاة تشرنوبل

    14

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    "أكثر ما يبقى في ذاكرتك عن تشرنوبل هو الحياة "بعد كل ما حدث": حاجيات من دون إنسان، منظر طبيعي من دون إنسان. الطريق لا يصل إلى أي مكان، الأسلاك ممتدة ليس إلى مكان. لا، نعم وتفكّر، ما هذا –ماضٍ أم حاضر؟

    -يُهيأ لي أحيانَا أنني أُسجل المستقبل.."

    • يوم السبت، 24 نيسان/أبريل 1986، مدينة تشرنوبل، الاتحاد السوفييتي.

    • انفجر القسم الرابع من مفاعل محطة تشرنوبل النووية.

    • تراكم الأخطاء وقلة خبرة العاملين بالمفاعل أدت إلى انفجاره.

    • أكبر في التسرّب الإشعاعي والتلوث البيئي شهدتها البشرية حتى الآن.

    • مدن منكوبة، تهجير سكان القرى، آلاف الضحايا الذين لقوا مصرعهم في محاولة درء آثار هذه الكارثة، آلاف المرضى بالسرطانات، والمواليد المشوّهين خلقيًا.

    -------------------

    في هذا الكتاب، نرى الكارثة في عيون مئات الشهود: زوجات رجال الإطفاء الذين شاركوا في إخماد حريق المفاعل، سكان القرى المجّرة، مدرسّون، مؤرخون، فيزيائيون، مزارعون، جنود، جدّات، أطفال رؤساء لجان، مصّورون.. نرى الآلام والصدمات والكوارث وشهادات أناس رأوا بعيونهم ماذا حدث!

    ---------------------

    يطلبون من الناس أن يحاربوا وينتصروا –كما انتصرنا على الألمان النازيين-!

    يحاربون من؟ ينتصرون على من؟

    على الإشعاعات؟ على البيكرل؟ على الكيوري؟ على الرونتجن؟

    هم حتى لا يعرفون ما هذه الأسماء وعلى ماذا تدل!

    ------------------

    نرى حجم هذه الكارثة، نرى خداع السلطات وكذبها، ونرى المصائب واللعنات التي حلّت بكل من عمل على درء آثار الكارثة! شيء لم يكن يومًا في حسبان الناس ولا حتى في خيالهم، شيء لم يعرفوه يومًا، لم يقرؤوا عنه، لم يتعلّموه! بلا سابق إنذار، وفي لحظة ما، تغيّرت حياة ملايين البشر، تغيّر وجه العالم بعد تشرنوبل، انفجر تشرنوبل وانفجرت معه الشيوعية والاتحاد السوفييتي.

    ---------------------

    ألم شديد خلّفه هذا الكتاب في نفسي، وشعور طاغٍ بالحنق، على من؟ لست أدري! هل على العلماء؟ أم على العلم؟ أم على التخاذل؟

    ----------------

    في بيتنا يوجد لوحة صغيرة أحضرها والدي من بيلاروسيا، وكما نعلم بأن بيلاروسيا من أكثر البلدان السوفييتية تضررًا بكارثة تشرنوبل-، حين أنظر للوحة الجميلة التي تصوّر غابةً خضراء ونهرًا صغيرًا، أسائل؛ هل يا ترى تكون هذه الغابة الجميلة مُشعّة! هل تكون ثمارها سامة ويكون نهرها ملوثًا؟!

    آهٍ يا أرضنا المسكينة كم دمرناكِ!

    -------------

    الكاتبة والصحفية سفيتلانا ألكسدروفنا أليكسييفيتش، تستحق من الجميع كل التحية والإكبار على جهودها الجبارة في جعل العالم يرى الكارثة من وجهة نظر من شهدوا عليها.

    Facebook Twitter Link .
    9 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    من البديهي عندما تنوي قراءة كتاب عن كارثة شهيرة، أن يخطر ببالك أن الكتاب يتحدّث عن الكارثة من الناحية العملية، يُقدّم معلومات وأرقام وبعض آراء المتخصصين ومدى تأثير الكارثة في البيئة، ونتائجها على علاقتها مع دول العالم من حولها.

    حسنًا... لن تجد ذلك! انتهجت الكاتبة سفيتلانا ألكيسييفيتش طريقًا آخر غير الذي انتهجه الكثير من قبلها، فالمعلومات التي تخص كارثة تشيرنوبل متوفرة بكثرة، ومتاحة بشكل متشابه إلى حد التطابق في معظم الصحف أو مواقع الانترنت.

    وصفت سفيتلانا الكتاب بأنه ليس عن تشيرنوبل، بل هو عن عالم تشيرنوبل.

    جمعت الكاتبة حكايات الناس على مدار عشرين عامًا تجمع أحاسيس ويوميات وأفكار الناس، التقت بموظفين سابقين بمحطة الطاقة، وعلماء، جنود، أطباء، نازحين، وافدين، ربّات منازل، صحفيين، مصوّرين. وقالت" أحاول الارتقاء لأكون روحًا، وأكتب عن الحياة اليومية للناس العاديين."

    هناك من جادلها بأن الكتاب – كما كتبها الأخرى - ليس أدبيًا فكان جوابها:

    " وما هو الأدب اليوم؟ كل شيء يفيض مُـتعدّيًا شواطئه، الموسيقى، الرسم، حتى الكلمات في الوثائق تهرب من حدود الوثيقة. أنا مُهتمة ببسطاء الناس، البسطاء العظماء، تلك طريقتي. فبالمعاناة يتمدد البشر، في كتبي يحكي هؤلاء البشر تواريخهم الصغيرة، فيتشكّل التاريخ الكبير في الطريق."

    قامت سفيتلانا بعرض الكارثة من خلال عيون الناس الذين عاصروا الأحداث وتضرروا منها. في هذا الكتاب لن نرى الحادثة بعيون جامدة في شكل أرقام، في الحقيقة أنت لن تعد تهتم بأسباب الكارثة أو حتى المتسبب فيها، أنت ستدرك أن الأهم من ذلك هو الناس... هو الجزء الوحيد الذي تناساه الجميع! لهذا قامت الكاتبة بنقش هذا الوجع على أرواح من سيقرأ الكتاب آملة أن يظل ذلك حاضرًا بشكل دائم في عقول البشر. أو كما تقول " إن الذي بقي ولم يتغيّر هو المعاناة الإنسانية؛ رأسمالنا الوحيد الذي لا يتجزأ!"

    أحببت قرار الكاتبة في رؤية الحادث بعيون مختلفة، سنراها بعين طفلة، وبعين إطفائي، وبروح أم أو أب، وبقلب المُحبّين الذي لم يفرقهم إلا الموت، سنراها في ذهول كيميائيين وفيزيائيين، ونراها في جزع مفتشين ورؤساء في محطة الطاقة التي انفجرت، سنراها في ارتياع أفراد الدفاع المدني وحنق المسؤولين وإحباط المصورين والصحفيين.

    بالتأكيد سيكون هناك الكثير من العاطفة في هذه الرؤى المختلفة للحادث، لكنه سيكوّن لدينا شيء شبيه بالمتوسط الحسابي الذي نعرفه في علم الرياضيات، هو اندماج لعدة صور تجعلنا نرى الصورة بشكل أوضح، ستجد بوضوح نقاط ثابتة ترسم خطًا واضحًا من الوجع.

    تُرجع الكاتبة السبب الرئيس لآثار الكارثة إلى العقلية السوفيتية القديمة، وبالرغم من إدانتها لهذه العقلية المتزمّتة والمتمثلة في القرارات السيادية العليا المتأخرة أو في استخدام الدولة أسلوب التعتيم وتضخيم نظرية المؤامرة بين الشعب لإخضاعهم لأوامر تهتم بالدولة وليست بالإنسان. إلا أنها أدانت وبشدّة عقلية الإنسان الروسي السوفيتي بشكل عام، حتى أنها أدانت نفسها، هذه العقلية التي نتجت عن ممارسات سابقة للدولة على أجيال متعددة، تم خلق الثقة المُفرطة والإيمان المُطلق في الدولة ومبادئ الاشتراكية وانعدام الاستقلالية. خلق ذلك إيمانًا بأن الجميع أفضل من الواحد، لكنهم زرعوا الخوف... الخوف من أن تكون تصرفاتهم من نتاج أفكارهم الشخصية، فكل تصرّف فردي قد يتحوّل إلى خيانة إن لم يناسب مبادئ الدولة التي وضعتها السلطة.

    عندما وقعت الكارثة، لم يعرف الناس كيفية التصرف، وانتظروا التعليمات من الدولة، المسؤولين أخبروهم في البداية أنه مجرد عمل تخريبي من الدول المعادية لتقويض المعسكر الاشتراكي فصدّقوا، استقدموا الإطفائيين لإخماد حريق في محطة نووية دون أن يخبروهم بأن يتخذوا احتياطاتهم... فذهبوا دون تردد. لاحقًا... أخفوا عن الجميع حتى الجنود، نسب الإشعاعات التي يتعرضون لها. نزعوا الملصقات التعريفية من على عبوات الحليب التي توضح مكان الصنع، كي لا يتجنّبه الناس إن عرفوا أنه صُنع في أماكن مصابة بالإشعاعات! أقنعوا الناس في البداية ألا يغادروا المدن المتضرر بالإشعاع كي لا ينقلوا الذعر أو المرض خارجها، ثم بعد أن قرروا أن يقوموا بعمليات الإجلاء، لم يجدوا أيدًا عاملة، فجلبوا الكثير منهم مرة أخرى للقيام ببعض الأعمال الزراعية، علف ملوّث باعوه بسعر رخيص في الأماكن النظيفة!

    يقول العميد السابق لمعهد الطاقة النووية – أكاديمية العلوم البيلاروسية، لقد كانوا مهووسين بالحرب الباردة، وجدت على أرضهم آلاف الأطان من مادة السيزيوم واليود والرصاص والبلوتونيوم- حوالي أربعمائة خمسون نوعًا من النيكلودات المُشعّة- كميتها تُعادل ثلاثمائة وخمسين قنبلة، كالتي سقطت على هيروشيما. وبدلًا من التحدث عن الفيزياء وقوانينها تكلّمنا عن الأعداء وبحثنا عن الأعداء. لم يكن في إدارة المحطة النووية أي فيزيائي نووي، كان هناك اختصاصيو طاقة وأنابيب وإناس حزبيون، لم يكن هناك نووي واحد... اخترع الإنسان التقنية التي لم يكن مستعدًا لها، هل يمكن أن نضع بيدي الطفل مًسدسًا؟ نحن أطفال- مجانين. لم نجد إيكيولوجي إشعاعات واحد في بيلاروسيا، عملت ذات يوم مع خبيرة، أقفلوا المختبر الخاص بها قبل تشيرنوبل بخمس سنوات بحجة أنه عديم الفائدة لأن المحطات السوفيتية متقدمة وهي الأفضل أمانًا في العالم، أحالوا البروفيسورة للتقاعد، هي تعمل الآن حارسة مبنى في مكان ما، تُقدّم المعاطف للناس!

    سأذكر واقعتين تُمثّل هذا الجنون المُطبق... الأولى عندما جاء بعض العلماء إلى بيلاروسيا، اقترب سكرتير أول اللجنة الحزبية من أحدهم وهو يخبره في رعب " أطفالنا يسبحون في الرمال الملوثة" يتدخّل أحد المسؤولين قائلًا في حزم "لماذا تثيرون الرعب؟ أنتم سطحيون، ماذا تعرفون عن الإشعاعات؟ هل أنت وطني أم لا؟"

    مُنع تصوير المأساة... صوُّرت فقط البطولة!

    الواقعة الثانية عندما زار كبير مهندسي معهد الطاقة الذرية – أكاديمية العلوم ببيلاروسيا؛ بعض القُرى، وجد أن مستوى الإشعاعات في الغدة الدرقية لسكانها أعلى بنسبة 200 إلى 300 مرة من الجرعة المسموح بها، وعندما كانوا يلتقطون صورًا للمواد الغذائية مثل البيض والمرتديلا، وجدوها فضلت مُشعّة. كاد يجنّ جنونه إلا أنه حاول أن يتماسك على الأقل كي ينقذ زميلته طبيبة أمراض القلب المرافقة والتي أصابتها الهيستيريا عندما شاهدت الأطفال يجلسون على الرمل ويلعبون ببواخرهم البلاستكية في برك المياه.

    نقرأ قمة الوعي والإدراك المُتأخر في كلماته في نهاية المقابلة معه عندما قال: "لماذا عرفنا وصمتنا؟ لماذا لم نخرج إلى الساحات؟ نحن قدّمنا تقاريرنا، كتبنا ملاحظاتنا الوظيفية والتزمنا بالأوامر دون تردد. إنه انضباط حزبي، أنا شيوعي. لا أذكر أن أحد موظفينا قد خاف على نفسه بالذات، ورفض مهمة إلى المنطقة. لكن ذلك كان بسبب الإيمان والثقة بأننا نعيش بشكل جميل وعادل، وأن الإنسان عندنا أعلى من كل شيء. لكن هذه الثقة قد انتهت للكثيرين بجلطة أو انتحار بطلقة في القلب مثلما حدث للأكاديمي ليغاسوف، لأنك عندما تفقد الثقة وعندما تصبح من دون إيمان، أنت هنا لم تعد مُشاركًا، بل شريكًا."

    أما عن القرويون فحالهم كان الأصعب في رأيي، فنقرأ في لقاء مُفتش حماية الطبيعة:

    يحزنك القرويين أكثر من سواهم، لقد عانوا من دون أي ذنب، كالأطفال. ليس الفلاح من ابتدع تشيرنوبل، فهو على علاقة خاصة مع الطبيعة. القرويين لم يدركوا ما حصل، أرادوا الثقة بالعلماء وبأي انسان متعلّم، لقد أكدوا لهم" كل شيء على ما يرام، لا شيء يدعوا إلى الخوف. فقط اغسلوا أيديكم قبل الطعام!" لقد أدركت بعد عدة أعوام أننا جميعًأ شاركنا في الجريمة."

    كتاب صلاة تشيرنوبل... يحكي عن انسان تشيرنوبل الذي أصبح منبوذًا، عليه أن يعيش وحده أو أن يصبح فأرًا للتجارب، حتى أن هناك الكثير منهم عادوا إلى أماكنهم الملوثة، تاركين الأماكن الآمنة في الدول المجاورة، لقد وجدوا هناك أن الناس تخاف منهم أو يسرقوهم أو يقتلوهم.

    تقول إحدى العائدات " قد يقتلنا الإشعاع ببطء، لكنه لن يطلق علينا الرصاص!"

    أصبح في النهاية لديهم حلم وحيد... حلم أن يموتوا بشكل عادي!

    أنصح بقراءة الكتاب

    تقييمي العلامة الكاملة 5 من 5

    ملحوظة... سأقوم قريبًا بنشر مراجعة صوتية بها بعض المعلومات الإضافية التي لم أذكرها هنا خشية الإسهاب.

    أحمد فؤاد

    31 أيّار- مايو 2019

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    5 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    الكتاب رقم 4/2022

    صلاة تشرنوبل

    سفيتلانا ألكساندر فتش

    أحمد صلاح الدين

    # صيغة المونولوج او حديث النفس الانسان دائما بحاجة الى هذه الصياغة ليتمكن من الاستمرار بعد الصدمة او لتسجيل كل شيء لكيلا تضيع الحقيقة وهو من أصعب جلسات الطب النفسي لأنه يشعر المريض بالحقيقة المرة يعيده الى نقطة الصفر لكنه ضروري ومهم عليك الحديث لكي تتمكن من المواجهة. لقد عمدت الكاتبة الى لقاء فئات عديدة من المجتمع البيلاروسي، وتحدثت إليهم كالموظفين السابقين في المحطة، العلماء والأطباء والجنود والنازحين والوافدين، ورؤساء الجمعيات وأساتذة وأكاديميين، وسكان المزارع والمناطق الحضرية، وأهالي الضحايا وكل من غير تشرنوبل حياته وشكل منه تصنيفا لم يسبق له مثيل: مثل انسان تشرنوبل.

    # قبل وبعد الكارثة

    انسان تشرنوبل قبل الكارثة يختلف عما بعدها فبالرغم من الانغلاق التي كان الاتحاد السوفياتي يعيشه قبل الكارثة والاشتراكية المزعومة الا ان حياة الناس كانت افضل كانوا يزرعون ويحصدون لهم افراحهم عاداتهم محبتهم كانوا فقراء لكن كانت عندهم بعض الأشياء الجميلة اذهبه انفجار قضى على كل هذه الاحلام فالزواج اصبح جريمة وجني المحصول جريمة والاشعاع جريمة لقد تدمر السكان لم يعودوا يملكون شيئا وطولبوا بخلع ملابسهم ورميها لم يهتم احد بذكرياتهم مواشيهم التي اطلق عليها الرصاص ودفنت كلابهم الوفية لقد اصبحوا منبوذين من المجتمع لا احد يريدهم يخافون منهم من الاشعاع الذي دخل بيوتهم وذكرياهم وطعامهم لقد تم تدميرهم .

    # الخداع

    هنا الخداع تحدثت الكاتبة عنه بالتفصيل فكل شخص شعر انه خدع رجال الإطفاء الذين قتلوا ولم يكن معهم اية معدات لمواجهة ما حصل جعلوني أتذكر شهداء المرفأ مرفأ بيروت هل كانوا يملكون المعدات اللازمة لمواجهة كارثة مثل كارثة المرفأ؟ وهل التاريخ يعيد نفسه باختلاف الخسارة والمدينة والنوع؟ نحن نحاول ان نفكر ان نربط الاحداث ما الذي حصل وماذا يحصل وكيف حصل ولماذا أساسا حصل. لقد تم خدعاهم مارست السلطة التضليل عليهم ولم تخبرهم الحقيقة لقد تحدث رئيس بيلاروسيا آنذاك “الأمر تحت السيطرة”. يُردُّ عليه من موسكو “يا لهؤلاء الرفاق الرائعين في بيلاروسيا!”. بينما تمّت التضحية بالرجال الذين عملوا على درء آثار الكارثة، إذ ترِدُ قصة أحدهم على لسان زوجته التي احتارت في الحديث عن الموت أم الحب، عن الذكريات أم الفترة التي قضتها معه في المستشفى وهو يسير على الموت بطريقة فظيعة، أم عن وفاة ابنتها التي ولدت مشوهة أم عن حياتها التي افتقدت للأهمية بعد كل ذلك. تطرقت الكاتبة أيضا إلى التعتيم الإعلامي الذي فرضته السلطة بحجة عدم إثارة الذعر وسط الناس، ثم تركتهم يتشبّعون بكميات هائلة من الإشعاعات التي غزت كل شيء وغلفت كل مكان، فأكل الناس مواد مشعة وحرثوا أرضا مشعة ولعب الأطفال في أماكن مشعة، ليصبحوا فيما بعد قنابل بشرية تعدي كل ما يلمسها لتكون نهاية الجميع على يد أمراض تطيل عذابهم قبل أن يموتوا لقد تم قتلهم والتخلص منهم.

    هل كان الموت جميلا؟

    هو سؤال طرحه كل النازحون الذين هجروا او من ما تو بالإشعاع او بتداعياته طرحه الجنود الأطباء الممرضون رجال الاطفاء اهاليهم نفكر في كل كارثة او حرب ونتحدث عن القبح والأهوال عند التفكير في أي كارثة، يرسم لنا صورا تتكاثر فيها الأشلاء والجثث لكن ما حدث في تشرنوبل لم يكن هكذا، فعلى تلك الأرض، تعانقَ الموت مع الجمال، ورسما معا صورة لكارثة لم تخل لحظاتها الأولى من السحر، وظل الغروب يتلألأ فيها فوق الأعشاب والمروج في نهاية كل نهار، حتى بعد أن لم تعد هنالك عيون لتراه. ساعة الانفجار، حل محل الذعر المتوقع حالة من الدهشة، فقد كسا الأفق سحر خاص، ولم يعلم أحد حينها أنه السحر الذي يصحب النهايات. تتحدث ناديجدا فيجوفسكايا، إحدى النازحات من مدينة بريبيات الواقعة غير بعيد عن المُفاعل عن ساعة الانفجار وتقول: "لم يزل كل ما حدث ماثلا حتى هذه اللحظة أمام عيني، وهج شديد قرمزي اللون، سطع المفاعل بضوء بدا كأنه خرج من داخله، لون غريب. كان حريقا استثنائيا، لهيبا، بدا جميلا. ولو تجنبنا التفكير في كارثية الحدث، فإن المشهد بدا رائعا. لم أرَ مثيلا له حتى على شاشات السينما، لا وجه للمقارنة. احتشد الجميع في شرفات المنازل، سيطر الفضول على الجميع، قطع العديد من الناس عشرات الكيلومترات في السيارات لكي يشاهدوا ما جرى، لم نكن نعلم أن الموت قد يكون جميلا هكذا.

    # النهاية

    أبقت الكاتبة النهاية مفتوحة لم ينتهي تأثير الاشعاع ولم ينسى الناس ما حصل ويقيت المدينة مغلقة لكنها تحولت الى معلم سياحي فلاضير من بعض المال مقابل اوجاع الناس نعم لقد تاجرت الحكومة بهم عند الكارثة وتركتهم ليموتوا وتاجرت بهم بعد الكارثة عند جلب السياح ليستمتعوا بالأجواء الجميلة والطقس اللطيف إن كان الخلود بالفعل مصير الشعب والرجال الذين ضحو بأنفسهم وحاولوا انقاذ البلاد وسيحوا بالمفاعل وربما تلقوا اشعاعات كثيرة لماذا لم يذكروا في سجل الكارثة فقط من مات وقت الانفجار في حين ان ضحايا بعد الانفجار اكبر بكثير من قبله لقد فقد الناس احبائهم مرتين مرة قبل ومرة بعد وزاد تفكك الاتحاد السوفياتي من ضياع الناس تقول فالنتينا أباناسيفيتش، أرملة أحد أفراد فرقة مكافحة آثار الكارثة: "أخذت أتساءل، من أجل أي شيء يموت؟ يكتبون في الصحف أن الانفجار لم يكن في تشرنوبل فقط، إنما انفجرت الشيوعية. الحياة السوفيتية بأكملها تلاشت. من خطفه من يدي؟ بأي قانون؟ فلم ين هناك داع لكل ما حصل.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    اسم الكتاب: صلاة تشرنوبل

    اسم الكاتب: سفيتلانا أليكسييفيتش

    عدد صفحاتها:409

    تقييمي:5/4

    لماذا نحاول استرجاع ما مضى؟ فهل الزمن سيعود حقاً قبل تشرنوبل؟ إن تشرنوبل ألغت زمناً وعمراً كاملاً لمن كان هناك، أنهت حياة اناس وحيوانات بالكامل لتخلق زمناً جديداً مليئاً بالويلات والدمار والمرض والموت والوجع والحزن، مليئاً بالذكريات التي قد تُنسى بفعل الاشعاع وقد لا تُنسى بفعل قساوتها وكبر حجم الألم بها. تشرنوبل خلقت زمناً يتساءل فيه المرء "لماذا الحب والموت قريبين هكذا؟ يأتيان دوماً معاً.

    في أحيان كثيرة قد تكون الحرب أرحم من أمور أخرى نواجهها في حياتنا ففي تشرنوبل لم تنته الحرب حتى بدأت احداث الكارثة تلك الكارثة التي دفنت أوراقها جميعها وبترت الأرض ودفنت الأرض داخل الأرض حتى الحطب والعشب، دفنوا كل شيء، طمروا كل شيء حتى الحيوانات قتلوها رمياً بالرصاص، هجّروا الناس من بيوتهم تركوا بيوتهم على أمل أنهم عائدون إليها هم لا يعلمون لم تركوها وأُبعدوا عنها، تركوا لافتات على بيوتهم تخبر الناس انهم عائدون إلى بيوتهم فلا يعبثوا بها.لم يخبروهم أي شيءعن الكارثة واختفت حقائقها واختفت الوثائق بحجة أنها تلفت من حجم الاشعاعات وهناك من يقول أنه تم اخفاؤها عمداً حتى لا يتم معرفةالأسباب وراء هذه الكارثة، فلم يبق سوى شهادات اشخاص عايشوا تشرنوبل ليرووا لنا المآسي والويلات التي رأوها والتي خُدعوا بها عندما لم يخبروهم حقيقة الأمر.

    وقع انفجار تشرنوبل في 26/4/1986 حصل انفجارين كبيرين أعقبهما اشتعال النيران في المفاعل الأمر الذي أدى إلى تسرب اشعاعي كبير في المنطقة وتلوث المنطقة بنسبة كبيرة من الاشعاع حيث غطى الاشعاع البيوت والمياه والآبار والمزارع كلها تغطت بطبقة بيضاء لم يعرف أحد ما هي الامر الذي أدى إلى وفاة العديد من الأشخاص والعاملين ورجال الاطفاء ونفوق العديد من الحيوانات وصدور الأمر بتهجير جميع السكان إلى مناطق أخرى.

    "ليلة 26 ابريل عام 1986 انتقلنا خلال ليلة واحدة إلى مكان آخر في التاريخ. قفزة قفزناها نحو واقع جديد بدا هذا الواقع متجاوزاً ليس لمعرفتنا فحسب، إنما لخيالنا أيضاً لنقطع وصال الزمن.................. في مكان ما اتخذ القادة قرارات، كتبوا تعليمات سرية، أمروا طائرات هليوكبتر ان تحلق في السماء، أطلقوا أعداد ضخمة من المركبات..............ز لم يعثروا على كلمات تناسب الأحاسيس الجديدة فشلوا في التعبير عنها"

    من هنا نعلم أن هناك أحاسيس ومشاعر لا يمكن التعبير عنها فلقد تغير كل شيء بعد تشرنوبل شهادات الناس التي كتبت بهذا الكتاب كانت لأناس عايشوا هذه التجربة تلمس من خلال شهاداتهم أنهم لم يكونوا ليدركو حجم الكارثة التي حصلت وآثارها الا الآن بعد انتهاء الكارثة فواحدة من الشهادات تلك التي كانت لزوجة رجل الاطفاء التي كانت تطبيقاً حياً للقرارات التي اتخذها القادة والتعليمات السرية التي اتبعوها فقد تم استدعاء رجال الاطفاء لاطفاء الحريق الذي حصل في المفاعل دون أخذ الاحتياطيات الواجبة لهم لمواجهة هذا الحريق فقد اعتبروه حريقاً عادياً إلاّ أنهم تشبعوا بالاشعاع دون أن يعلموا عن ذلك تشبعت اجسادهم بكميات هائلة من الاشعاع تفوق ما يحتمله الجسد البشري وتعرضوا لحروق كبيرة الأمر الذي أدى إلى نقلهم إلى موسكو للعلاج وبسرية تامة دون إعلام زوجاتهم وأهلهم، لقد ماتوا على اسرة المستشفى وذوت اجسادهم وذابت وتحللت وهم على قيد الحياة نتيجة الاشعاع الذي تعرضوا له تقرحت اجسادهم وخرجت عظامهم وذاب اللحم والجلد عن العظم وهم على قيد الحياة عايشوا موتهم لحظة بلحظة، وعند وفاتهم تم دفنهم بتوابيت من الزنك وفي قبور اسمنتية لكميةالاشعاع الهائلة في اجسادهم دون وجود ذويهم وعائلاتهم لوداعهم.

    ان تشرنوبل لم يسمم الأرض والماء فحسب فقد سمم كل من حوله، حتى أرواح الناس وأجسادها. كان على الكاتبة في كتابها هذا ان تسابق الزمن في الحصول على الشهادات من اصحابها لتقوم بكتابتها ونشرها لان الموت قد خطف غالبية من عايشوا تشرنوبل، إن عالم هؤلاء الاشخاص أصبح مختلفاً، "عالم بحقوق جديدة للحياة، عالم بمسؤوليات مختلفة وعالم بإحساس جديد بالذنب. في قصصهم الزمن دائم الحضور لا يغيب قالوا"لأول مرة" "آخر مرة" "إلى الأبد""

    أشارت الكاتبة في بحثها وتقصيها عن تشرنوبل أنه لا زال لغزاً حيّر الكثيرين لأنه كارثة للوعي مزق عالم المفاهيم وعالم القيم لدى البشرية والانسانية جمعاء. لقد تجردوا من انسانيتهم قادة الموقف عندما زجوا بالجيوش الى تشرنوبل ورجال الاطفاء وقادة المركبات وطائرات الهليوكبتر دون إبلاغهم بخطورة الموقف والوضع وما الاضرار التي سيتعرضون لها وكمية الاشعاع التي ستتشبع بها أجسادهم والتي سيعانون منها لاحقاً بأمراض وموت محقق وفقدان للذاكرة وأورام سرطانية وقد ينقلون هذا الاشعاع لعائلاتهم فيتسببون بموت احبائهم دون معرفتهم، هنا نعلم كم أن الانسان رخيص وكم أصبحت حياته بلا قيمة .

    استطاعت الكاتب ان تنقل للقارىء مشاعر الاشخاص الذين عايشوا الكارثة وكيف تغير بهم الزمن الفزمن لم يعد الزمن اصبح هناك زمناً جديداً ما بعد تشرنوبل. الرواية بتفاصيلها وشهاداتها موجعة لما تحمله من وصف للألم والحزن والموت والدمار حتى لأنك تشعر أنك غير قادر على استيعاب المشهد

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    صلاة تشرنوبل تاريخ مغفل لجيل صامت

    استهلت الكاتبة سفيتلانا أليكسيفيتش (1948) الفائزة بجائزة نوبل عام 2015 كتابها صلاة تشرنوبل بوثائق تاريخية تتحدث عن كارثة تشرنوبل التي وقعت عام 1986 في أوكرانيا قريبا من بيلاروسيا 'موطن الكاتبة' ضمن كيان الاتحاد السوفييتي سابقا، وقد حملت الوثائق مدى حجم الدّمار الذي خلفته الكارثة النووية على جميع المستويات، السياسي، البيئي، وخاصة الانساني حيث طالت أكثر من مليوني مواطن، لتتسبب لاحقا في أمراض سرطانية واضطرابات نفسية خطيرة والأكثر من ذلك تغييرات جينية غريبة.

    استغرقت الصحفية البيلاروسية وقتا طويلا في كتابة عملها الذي جاء بصيغة المونولوج بعدما التقت فئات عديدة من المجتمع البيلاروسي، الموظفين السابقين في المحطة وتحدثت إليهم، العلماء والأطباء والجنود والنازحين والوافدين، رؤساء الجمعيات وأساتذة وأكاديميين، سكان المزارع والمناطق الحضرية، أهالي الضحايا وكل من غير تشرنوبل حياته وشكل منه تصنيفا لم يسبق له مثيل ; الانسان التشرنوبلي.

    • انتحار جماعي، ثمن التظليل الشامل

    تتحدث سفيتلانا عن التظليل الذي مارسته السلطة عند حصول الكارثة والذي تلخص في عبارة رئيس بيلاروسيا آنذاك "الأمر تحت السيطرة" يتم الرد عليه من موسكو " يا لهؤلاء الرفاق الرائعين في بيلاروسيا!"، وتمّت التضحية بالرجال الذين عملوا في درء آثار الكارثة، حيث ترد قصة أحدهم على لسان زوجته التي احتارت في الحديث عن الموت أم الحب، عن الذكريات أم الفترة التي قضتها معه في المستشفى وهو يسير على الموت بطريقة فضيعة، عن وفاة ابنتها التي ولدت مشوهة أم عن حياتها التي افتقدت للأهمية بعد كل ذلك.

    تطرقت الكاتبة أيضا الى التعتيم الإعلامي الذي فرضته السلطة بحجة عدم اثارة الذعر وسط الناس، ثم تركتهم يتشبّعون بكميات هائلة من الاشعاعات التي غزت كل شيء وغلفت كل مكان، فأكل الناس مواد مشعة وحرثوا أرضا مشعة ولعب الأطفال في أماكن مشعة، ليصبحوا فيما بعد قنابل بشرية تعدي كل ما يلمسها لتكون نهاية الجميع على يد أمراض تطيل عذابهم قبل أن تتوفاهم.

    • موت لطيف، لدرجة أنه لا يرى!

    عادة ما يكون وقع كلمة كارثة على الآذان داميا، بفعل الطبيعة أو السلاح، ويخلف خسائر بشرية ومادية على الفور، لكنّ الأمر كان مختلف بالنسبة لتشرنوبل لقد كانت كارثة صامتة لم تخلف جثثا تسبح في دمائها ولا منازل محطمة على رؤوس ساكنيها، خلّفت ما هو أخطر من ذلك، الاشعاعات التي ظهر انبعاثها الأول فوق فوهة المفاعل كمشهد سينمائي ساحر، شاهده الأطفال من الشرفات وقطع الكثيرون المسافات للاستمتاع بجماله.

    وعندما عرف الناس بشأن انفجار المفاعل أراد الكثيرون الذهاب الى تشرنوبل أو بالأحرى الموت هناك في رحلة ثمنها البحث عن المعنى، عن دور بطولي يجعل كل واحد منهم ذو أهمية في العالم الذي آمنوا به، الانتماء الحزبي وإلى الشيوعية.

    لذلك لم تكن السلطة الملوم الوحيد عندما نزل الناس للاحتفال بعيد العمال كأن شيئا لم يحدث، لما أصرّ الكثيرون على الخدمة في التشرنوبل والتضحية بأنفسهم وبذاكرة أحبائهم وأهاليهم الذين فرض عليهم الصمت خلال السنوات الأولى ليصبحوا صناديق سوداء تحمل التاريخ المغفل "كما تسميه الكاتبة" إلى المستقبل الذي تغير بسرعة باختفاء الاتحاد السوفييتي. عندها تغيرت نظرت الذين اعتبروا الموت في سبيل البطولة وأدركوا أنها عبارات جوفاء تغذت عليها السلطة حتى اختنقت، وتلاشت معها كل الحملات الدعائية التي جعلتها تبدو مثالية في أعين الملايين.

    اليوم تمر على تشرنوبل ثلاث وثلاثون سنة وقد كانت أحد أكبر كوارث القرن العشرين، رغم أنها لا تعني للملايين حول العالم سوى انفجار نووي حدث وانتهى، وهذا ما سعت الكاتبة لتوضيحه، بأنه أكبر من ذلك بكثير وفي هذا السياق تقول: "المصير هو حياة إنسان واحد. أمّا التاريخ، فهو حياتنا جميعاً، وأنا أريد أن أروي التاريخ بشكل لا يضيع فيه عن بصري، مصير إنسان واحد".

    ضياء الحق عبان 14/11/2020

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    وأنا أقرأ هذا الكتاب أعاد بي الذاكرة لكتاب سنان أنطون "فهرس" قد يختلف المضمون وفكرته لكن هناك اقتباس يقول فيه: " الحرب آلة متوحشة والناس هم صنّاعها وضحاياها في آن واحد لكن ماذا عن ضحية الضحية؟.."

    لا يوجد على هذه الأرض أسوأ من الإنسان ومن نرجسيته التي أدت للحرب ليس على الإنسان وحسب بل حرب تدمير الأرض التي يعيشها وتدمير كل روح.

    وماهو أسوأ ومرعب تواطئ الإنسان والتستر على الكوارث التي يواجهها الإنسان الآخر دون معرفة المصير الذي سيواجهونه ولا الخطورة التي كُتبت عليهم.

    في هذا الكتاب تروي لنا سفيتلانا عن الكارثة التي ألمّت بتشرنوبل شمال العاصمة كييف حين كان ما يقرب من مئتي موظف يعملون في ذلك المفاعل النووي مما أدى إلى ارتفاع في حرارة المفاعل رقم أربعة مؤدياً إلى سلسلة انفجارات في إحدى محطات الطاقة في المفاعل متسببةً بواحدة من أكبر الكوارث الصناعية في القرن العشرين والتي شملت آثارها الكارثية أكثر من مليوني مواطن.

    مونولوجات سوداوية دونتها لنا سفيتلانا من زواية قريبة جداً..قريبة بلسان الضحايا..بلسان من شهدوا الكارثة من خلال النساء الذين فقدوا أزواجهن، وآباء فقدوا أبناءهم، وسيّدات فقدن أجنّتهن، وأمّهات لم ينجُ أبناؤهم من التشوّهات الجسدية والنفسية، شباب وعجائز ونازحون وفلاحون رفضوا مغادرة أراضيهم وذوي إعاقات، وموظفون سابقون في المُفاعل.

    هذا الكتاب يحتاج لمن يقرأه قلب من حديد لما يحتوي على كمية بؤس وشهادات مفجعة من قِبل الضحايا.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    من اكثر الكتب التي قرأتها وتركت لدي انطباعا مأسويا . شهادات من لسان حالات عايشت كارثة تشيرنوبيل عن قرب.وما خلف ذلك من مخلفات سلبية سواءا نفسية او جسدية. زيادة على ابداع الكاتبة في التدقيق والوصف . حقا انها مأساة

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون