زماننا عاثر الحظ أو نحن به عاثرو الحظ، فأينما تولِّ وجهك تسمع تنهد شكوى أو ترَ تجهم كدر. ولن تعدم قائلا إن هذا الزمان أضيق رزقا وأنضب حياء وأفسد خلقا وأقل سعادة وأنسا من الزمان الماضي، ويجوز أن نكون لزماننا ظالمين، وأننا نتحامل عليه لا لعيب اختص به دون غيره من الأزمنة، ولكن تبرما بقساوة الحياة وفرارا من جفاف الواقع ولياذا بظلام الماضي الذي يشبه ظلام المستقبل بعث أمل وطب آلام.
فتوة العطوف
نبذة عن الرواية
وشهدت قهوة غزال محضر باشوات وبيكوات يجلسون إلى المعلم بيومى الفوال متوديين متحادثين. وكان المعلم يصغى لهم ويستولى على نقودهم، ولكنه فى يوم الانتخابات ذهب هو وصحبة إلى أقسام البوليس يعطفون أصواتهم لمرشحى سعد زغلول. ومنذ ذاك العهد وهو يسمى أولئك الباشوات والبيكوات "بالكروديات" على أنه كان يباهى باتصالاته بهم فى أحايين كثيرة فيقول فى أثناء حديثه: وقال لى الباشا كيت وكيت، وقلت للباشا وكيت وكيت. تلك أيام خلت.. وخلفت وراءها دهرا قاسيا شديد الظلمات فما يدرى أولئك الفتوات إلا والبوليس يضيف بهم ذرعا ويشمر للقضاء على أعمالهم. وكان من سياسته أن قذف الحسينية بضابط شاب لم تشهد الداخلية له من قبل نظيرا، سواء فى قوته أم فى شجاعته وشدة عناده. وكان يعلم أن هدفه الأول هو المعلم بيومى الفوال، فلم يحد عنه، ولم ينتظر الأدلة القانونية لأنه كان يعلم أن أحدا من الناس لن تواتيه شجاعته على الشهادة ضده. فهاجمه بجنوده بعته وقادة إلى النقطة وأمر الجنود بضربه ضربا مبرحاً. واصيب المعلم بذهول شديد لذاك العدوان الجرئ. فما كان من الضابط إلا أن أعاد الكرة مرة ومرتين حتى كسر شوكته. ثم جعل يسوقه أمامه محاطا بجموعة الجند الشاكى السلاح يصفعونه فى كل منعطف طريق، ويركلونه أمام كل قهوة، وينزلون بمن يظهر لهم من فتيانه أشد العقاب، فأفاق الناس من غشيتهم وانحلت عقدة الذعر الممسكة بألسنتهم فهرعوا إلى رجل الأمن يشكون ويستعدون.عن الطبعة
- نشر سنة 2019
- 115 صفحة
- ISBN 13 9789770915745
- دار الشروق
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
tarek hassan (طارق حسن)
مجموعة رائعة كالعادة ولكن توجد ثلاث قصص قرأتها في مجموعة قصصية اخرى لنجيب محفوظ هي همس الجنون والقصص هي 1-مفترق الطرق 2- الهذيان 3-حلم ساعة
لا أعرف سبب تكرارها في فتوة العطوف علماً بأن مجموعة همس الجنون كتبها نجيب قبلها بكثير!! مع الاشارة إلى أني قرأت طبعة دار الشروق!