طوق سر المحبة؛ سيرة العشق عند ابن حزم - عبد الإله بن عرفة
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

طوق سر المحبة؛ سيرة العشق عند ابن حزم

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

أيّها المحبّ، كيفما كنت، ومن حيثُما أتيت، تعال.. تعال إلينا، دَعِ الحبَّ يفعلُ بك ما شاء... ويُحِيلُكَ هباءً يَتَنَسَّمُه كلُّ عاشقٍ في الكون. دَعِ الحبَّ يأتي، فمهما فعلتَ فسترى أنَّ العشبَ يَنْبُتُ على رَوْثِ الدَّوابّ. احْتَرِقْ بِالحبّ أيّها العاشق، وَعُدْ رَمادًا بين الأَحجار، لا تُبَالِ، فَمِنَ الرَّمَادِ تُولَدُ شَرارةُ العِشق. سِرْ على الأرض هُوَيْنًا، وتَذَكَّرْ أنّك تمشي على أجساد العاشقين قبلَك، فأرواحُهم لا زالت تسكنُ هذا الكون الفسيح، وقلوبُهم لا زالت تَرْجُفُ بحكايات حُبِّهم القديمة. فلا تُسرعْ، ستجد الحبَّ على الطريق. ومهما أخطأتَ وأذنبتَ، فنحن نَقْبَلُكَ في رُبوعنا، تعالَ إلينا، فكلُّ يومٍ هو يومُ لقائِك، وكلُّ حضورٍ هو موعدُ إتيانِك. ليس للحبِّ وقتٌ سوى الحبّ... هذه الرواية تتحدَّث عن سيرة ابن حزم، وعن الفترة التاريخيّة المتقلّبة التي عايش فيها سقوطَ الخلافة الأمويّة في الأندلس وظهور ملوك الطوائف. لكنّ رسالة ابن حزم التي تركها لنا هي وصيّتُه لكي نحكِّم الحبَّ في حياتنا مهما يكن حجمُ المعاناة. لقد كان ابن حزم خصمًا فكريًّا وسياسيًّا صلبًا لكثير من أهل عصره وغيرهم، لكنّه ثبت على ما يعتقد، وفي الأخير رحل وهو يهمس لنا ــــــ في رقّةٍ صادقةٍ وصراحةٍ نادرة ــــــ أنّ أسمى شيء هو الحبّ. كما تطرح هذه الرواية جذور الصراع الذي حصل بين المسلمين وأوروبا المسيحيّة حول هدم مدينة كومبوستيلا وكاتدرائيّتها من قِبل الدولةِ العامريّة الناشئة على أنقاض الخلافة الأمويّة، وقضيّة مسجد قرطبة اليوم حين عمدتْ أسقفيّةُ قرطبة إلى الاستيلاء عليه وتغيير اسمه إلى "كاتدرائيّة قرطبة"، وتعمل من أجل تغيير هويّته الحضاريّة والروحيّة التاريخيّة رغم كونه مسجّلاً باعتباره مسجدًا على لائحة التراث الثقافي العالمي.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4.2 13 تقييم
125 مشاركة

اقتباسات من رواية طوق سر المحبة؛ سيرة العشق عند ابن حزم

انحسرت دولة الخلافة في خمس مدن لا تتعداها، هي قرطبة وإشبيلية ونبلة وأكشنبة وباجة. أمام هذه الفواجع قرّرتُ أن أغادر قرطبة، رغم أن سليمان المستعين كان رجلا هادئا كريما أديبا شاعرا، إلا أن قوّاده وجيشه لم يكونوا بمثل أخلاقه. ومن بديع شعره قصيدة عارض بها قطعة للخليفة هارون الرشيد حين يقول:

ملك الثلاث الآنسات عِناني ......... وحللن من قلبي بكل مكان

ما لي تُطاوعني البرية كلها ......... وأطيعهنّ وهنّ في عصياني

ما ذاك إلا أن سلطان الهوى ......... وبه قَوِينَ أعزّ من سلطاني

فقال في المعنى نفسه سليمان:

عجبا يهاب الليث حدّ سَناني ....... وأهاب لحظَ فواترِ الأجفان

وأُقارع الأبطال لا مُتَهَيّبا ......... منها سوى الإعراضِ والهجران

وتملّكت نفسي ثلاث كالدمى ............ زُهرُ الوجوه نواعم الأبدان

لقد كان سليمان يطمح لأن يصبح مثل هارون الرشيد رغم أن هذا عبّاسي، وهو أموي مرواني، والعداوة بينهما متّصلة، لكن حب الأدب وطموحا خفيا في أنّ من يملك ثلاث أوانس مؤشّر على أنه كان يطمح لأن يملك كما ملك هارون الرشيد من قبله، بل لعله كان يحلم أن يملك كما ملك سَميّهُ سليمان عليه السلام الإنس والجنّ، ولهذا مدحه متنبّي وقته ابن درّاج القسطلّي بقوله:

سَمي الذي انقاد الأنامُ لأمره ........ فلم يَعْصه في الأرض إنسٌ ولا جانُ

لكن هذا الخليفة الأديب لم يكن رشيدا كما كان سلفه العبّاسي، ولا حاكما كما كان نبيّ الله سليمان. وكانت سنوات خلافته تزيد على ثلاث قليلا كالدمى الثلاث اللائي هام بهنّ. فلم يدم ملكُه لا لهذه ولا لتلك. ولم يستطع أن يدفع ظلم جيشه ولا جورَهُ. وأقصى ما كان بإمكانه أن يفعله، هو أن يخفف من غلواء هذا الظلم على أهل قرطبة. لكن رغم كل هذا، فإنه ظلّ في أعيُنِ القرطبيين مثالا للغاصب الزنديق الذي استعان بالآفّاقيين ونصارى الشمال ليغتصب عرش الخلافة.

مشاركة من المغربية
اقتباس جديد كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية طوق سر المحبة؛ سيرة العشق عند ابن حزم

    14

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

المؤلف
كل المؤلفون