اللاز - الطاهر وطار
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

اللاز

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

"فالموت مسألة أجل.. واللاز لو حضر أجله لمدّ رجله.. ومن يدري أن الفدائيين، لا يحاولون باستمرار إعدامه. تبقى حجة واحدة، قوية بعض الشيء، في فائدة اللاز، هي أنه لا أحد يستطيع نسب خيانة واحدة معينة له.. وجميع الذين يلقى عليهم القبض، ويمكثون تحت التعذيب في الثكنة، بعد خروجهم، يثنون ...على اللاز للخدمات التي يقدمها لهم.. إنه لم يشهد أبداً، ضد أحد.. ولم يتردّد مرة، أن يشهد لفائدة من يستشهده، كما أنه لا يتوانى عن تقديم التبغ، والماء لكل من يطلبه.. مع أن الخونة الحقيقيين، هم الذين يقومون بتعذيب إخوانهم. علام إذن تقوم علاقة اللاز بالضابط؟ هذه حرب. وهذا آخر قرن. علق الربيعي في نفسه، بينما تساءل قدور، وهو ينحني على صندوق شاي يفتحه. ما هذا الضجيج يا أبي؟ اللاز. اللاز. إنشاء الله يا ربي.. لا يا أبي. لا. قال قدور، ثم رمى المطرقة والكلاّب، ووثب إلى الباب. كان الموكب قد اقترب من المتجر: جنديان يجران اللاز من ذراعيه، وثمانية يستحثّونه السير، باللكمات، والضرب بمؤخرات البنادق، بينما الدماء تتطاير من أنفه ووجنتيه، وجبهته وشفتيه، وهو يترنح تارة، ويقاوم أخرى، صاباً سيلاً من الألفاظ الدعرة، ساباً لاعناً...".اللاز، زيدان، بعطوش، المسبل.. شخصيات استحضرها الكاتب لتجسيد أبطال الثورة الجزائرية. عمليات جريئة وشهداء.. ودم يراق، ومواجهات ضد المستعمر الفرنسي. لتحظى الجزائر بعدها باستقلال كان ثمنه دماء مليون شهيد.اللاز... إننا وحدنا، كما رغبت... هيا تكلم... أنت تعيش في الثكنة، في مقر القيادة إن شئنا التدقيق. تتصل بالمجندين المسلمين وتسلم لهم رسائل من الخارجين عن القانون، أو تقنعهم بالقرار، بدون رسائل، وحين تتفق مع ثلاثة أو أربعة تحدد لهم المكان والوقت بعد أن تتصل بالشخص الذي يتولى نقلهم أو إرسالهم أو تهريبهم، سمه كما شئت. كل هذا عرفناه بوسائلنا الخاصة التي تعلمها. و بقي أن تقول لي من هو الشخص أو الأشخاص أو رئيسهم الذي تتصل به أنت. هذا فقط ما أريد معرفته.سأضمن سلامتك إن اعترفت.بمن أبدأ؟فكرة رائعة... رائعة جداً... الشامبيط، الخنزير. لشد ما عذبني بسوطه... الخائن... أكبر خائن على الإطلاق... هو الذي يشي بكل الناس... أربع محاولات اغتيال ينجو منها.سيساعدني ذلك على اتهامه... سأعلن للضابط أن محاولات اغتياله كانت تمثيلاً لا غير، المقصود منها التمويه عنه.سأراه منبطحاً على هذه المنضدة كالثور، عارياً تخزه المسامير الحادة، وتلسع جلده اللدن السياط المبتلة، والجراح المملحة.يا له من منظر! وانفرجت شفتاه المتورمتان عن أسنانه الصدئة السوداء…
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
3.6 7 تقييم
51 مشاركة

كن أول من يضيف اقتباس

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية اللاز

    7

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    الكتاب الثالث عشر لعام 2023

    رواية اللاز

    المؤلف الطاهر وطار

    من قال ان الثوار رجال طيبون

    الشهداء هم ككل ماضي يسيرون إلى الخلف، ونحن ككل حاضر نسير إلى الأمام، لعل هذا اليأس المطبق من التقاء الزمانين، ما يجعلنا لا نهتم إلا بأنفسنا، أنانيين.

    هي رواية سياسية بطريقة تسمو بالرمزية الواقعية، بعيداً عن السردِ الرديء الطاهر وطّار ومن خلال هذه الرواية يريدُ أن يقولَ لنا بصوتٍ عالٍ: الأصل هو التخلّص من الاستعمار، بغضّ النظر عن الطبقات والانتماءات والمعتقدات.

    الطاهر وطار: كاتب جزائري من مواليد 15 أوت 1936 في سوق أهراس (شرق الجزائر)، عمل في الصحافة واشتغل في السياسة، كما شارك في تقديم عدة سيناريوهات لأفلام جزائرية. قدم عدة مجموعات قصصية ومسرحيات وروايات، كما قام بترجمة مجموعة من الأعمال الفرنكوفونية، من أبرز أعماله: الشهداء يعودون هذا الأسبوع، رمانة، اللاز رواية اللاز.

    ثورة الجزائر: ثورة التحرير الجزائرية أو حرب الجزائر هي حرب اندلعت في الفاتح نوفمبر 1954 بمشاركة حوالي 1200 مجاهد كان بحوزتهم 400 قطعة سلاح وبضع قنابل تقليدية، فسارعت حكومة «منداس فرانس» إلى سجن كثير من الجزائريين في محاولة فاشلة لإحباط الثورة من مخططات عسكرية كبرى. في الرابع من نوفمبر يُقتل رمضان بن عبد المالك، أحد القادة 22، قُرب مستغانم. وفي 05 نوفمبر 1954 بدأت فرنسا إرسال إمدادات عسكرية إلى الجزائر لإخماد الثورة في مهدها

    تناول الطاهر وطار في اللاز أسس الثورة الجزائرية هذه، الثورة التحريرية الجزائرية، وهو الذي عاصرها وعايشها، فقدمها في صورتها الشعبية متمثّلة في شخصية “اللاز”، وفي صورتها القيادية -إن صحّ التعبير- أو لنقل في صورة لتيار من التيارات الإيديولوجيةّ التي كانت منتشرة بين الثوار، ومثّلها في شخص “زيدان.

    إذا فقد عالجت الرواية الاختلافات في البنية الايديولوجية لدى الثوار (وكيف انعكست نتائج ذلك التباين).

    اللاز: الشّعب البسيط الذي احتضن الثورة لأنها منه كما قال، بكل تناقضاته، بكل معاناته ومآسيه.. اللاز الذي ولد في ظروف همشته، ونذرته منبوذا مشردا.. وجد في الثورة ثورة، فحتى هو لم يكن يتوقع أن يكون ضمنها، ولا الآخرون.

    أما زيدان الذي أبعدته ظروف الخدمة العسكرية والحرب العالمية الثانية عن حياة اجتماعية ما، فأظهره الكاتب بمظهر صاحب الفكر الشيوعي والمثقف الذي كان ينظر للثورة ولما بعدها، كان يفكر كما لو أن الشعب نال الاستقلال وما الذي يجب على الجزائر أن تسير عليه، مستشرفا مستقبلها، ومع ذلك كان يضع التحرير الوطني كأولوية، فانظم للثوّار، بهدف النضال ولمحاولة نشر أفكاره بين من كانوا تحت قيادته.

    يغلف مزيج الرواية البديع، عنوان فريد كدلالته اللغوية، “اللاز” اللفظة التي وظّفها الطاهر وطار بمعناها الشعبي، وربما ينبغي أن تكون جزائريًّا حتى تستوعب منذ البداية دلالة التّحول الكبير، من اللاز بالمعنى المنبوذ والمشرد إلى اللاز بمعنى الشّخص الفريد والبطل والورقة الرّابحة.

    اللاز الذي رعاه زيدان، كشيوعيه التي رعت الثورة، تجعلنا نتساءل: لماذا جعل الكاتب من زيدان واللاز محوري روايته، ولم ربط قدريهما بتلك الطريقة؟ نحن إن جرّدنا الفكرتين من التجسيد البشري (شعب/شيوعية بدل اللاز/زيدان)، لقلنا أنّ الشيوعية والدة البؤس ومعاناة الشعب المسكين الحانية، التي تسعى لضمه تحت جناحها أخيرًا، الشيوعية والمساواة! فما العلاقة التي جمعتهما في الرواية؟

    في الرّواية أيضا رمزيّة جميلة، تربط بين المفاهيم، الأفكار والأشخاص، تربط بينهم في سياقٍ تاريخيٍّ، يجعل من القارئ العامّي الذي تلقن التاريخ معلوماتٍ مجردة، يعيش الأحداث بمنظورٍ يقرب صورة الواقع من مخايله، على هذا النّهجِ تحدّث الكاتب في الرواية، عن قدور الذي لم يدر كيف اِنضمّ وأصبح فردا من أفراد الثورة، هو الذي كان حاله ميسورا مقارنة بالفقراء المعدمين الذين كانوا مضطرين لذلك، في وقت لم يكن فيه مكان للحياد، إما الخيانة وإما الانتماء. تخلى عن أحلامه البسيطة ليصعد في النهاية للجبل حين اكتشف أمره.

    “بعطش” الحركي العميل، الذي نجى أيضا في النهاية، وربما حتى قد نال مركزا مهما بعد الاستقلال، ونماذج أخرى كثيرة، من الضباط والشخصيات الثانوية الأخرى، التي تشكل صورة كلية ضرورية لتخيل الوضع.

    هكذا نسج الطاهر حبكة جمعت مختلف أشطار الثوار، وصراعاتهم الداخلية والخارجية واختلاف فكرهم وخلفياتهم. كاسرا بذلك صورة نمطية عن الثائر، وموضحا أن الهدف النبيل (تخليص الوطن من المستعمر) شامل للكل.” إن تفاصيلها سرعان ما تزول من الأذهان، أما خاتمتها فإنها هي الوحيدة التي تبقى عالقة في الذهن. “هكذا وصف زيدان رواية “لمن تقرع الأجراس” ويبدو أن هذا الوصف لا يقتصر على روايته تلك، فيتعدَّاها لرواية “اللاز” التي قد تجعلك تنظر لتلك الفترة الزمنية بنظرة أخرى.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون