مُقَامرةٌ على شرف الليدي مِيتسي - أحمد المرسي
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

مُقَامرةٌ على شرف الليدي مِيتسي

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

ترى ما الذي يجمع ولدًا بدويًا، وسيدةً إنجليزية، وضابطًا متقاعدًا مع سمسارٍ للخيول في مكانٍ واحد؟ في ليلةٍ استثنائية يجد الصبي الفقير “فوزان” نفسه مُجبرًا على خوض سباقٍ للخيول، بأكبر مضمارِ خيولٍ في مصر، حيث يتجمع الملوك والباشَوات من أجل تحقيق أماني ثلاثة غرباء.. بين الحب والرغبة ووخز الضمير، ثم الخوف من السقوط في الهاوية.. تتشابك أربعة أقدار تجمعها كلمةُ “الأمل”. بأسلوبٍ بليغ ورسمٍ درامي عميق الحِس تكتمل الصورة الحقيقية لصراعاتٍ طبقية وأحلام صعبة لكنها مشروعة، وفي مشهدٍ طويل لحكاية تبدو قصيرة يحدث التعلق الأعمى بالأمل داخل كل شخصية، حتى يُضفي الكاتب على الحكاية طابعًا مميزًا يجعلك تعيش مع أبطال الحكاية لحظةٍ بلحظة في ترقُّب وشغف انتظارًا لما قد يحدث لأصحاب الحكاية الأربعة في نهاية المطاف.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4.5 549 تقييم
2808 مشاركة

اقتباسات من رواية مُقَامرةٌ على شرف الليدي مِيتسي

غريب هو الإنسان، قد يعيش حياة كاملة، وبنهايتها يتمنى لو أنه محاها.

مشاركة من مهاب إسلام
اقتباس جديد كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية مُقَامرةٌ على شرف الليدي مِيتسي

    549

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    "مقامرة على شرف الليدي ميتسي.. علاقات متشابكة في زمان آخر اجتمعت بآلام الوحدة"

    تتعدد المناصب بين البشر، وبيئاتهم، ورغباتهم، لكن مهما اختلفوا تظل هناك احتياجات راسخة في النفوس، لا تتأثر بزمان ولا مكان، وقد يتسبب هذا الضعف في ظلم وأذى ضد كثير من الأطراف دون معرفة الجاني من البريء.

    الحكاية هنا تدور في زمن بعيد، حيث البيوت البسيطة، والخيول، وزي الملوك والملكات، والطربوش، ورغم أنها تفاصيل تبدو بعيدة إلا أن الحكاية قريبة، وتمسّ وجدان القارئ ويصبح جزءًا منها ومن شخصياتها.

    يبدأ النص الروائي بعتبة أكثر من رائعة، شخص يتوفى، وبجانبه نعثر على صورة فوتوغرافية، هذه الصورة هي مفتاح التشويق والفضول الذي دفع تساؤلات كثيرة أهمها: ما الذي يجمع هذا الخيل بهذه السيدة وهذه الجثة!

    بسرد روائي ممتع مكثف، بعيد عن أي إسهاب، ولغة مناسبة رائعة، نتعرف على هذه العلاقات المتباعدة كيف اجتمعت معًا، وكيف أثرت الطروف في حياتهم، حتى صاروا في رباط جبري يمسّهم عاجزين عن التحرر منه.

    شخصيات الرواية بديعة، حسيّة، وكلها لها جانب إنساني راقٍ جميل من "سليم أفندي" إلى "الليدي ميتسي". في رأيي أفضل شخصية في النص هي شخصية المراهن "مرعي المصري"، تركيبة متناقضة مبهرة ومقنعة، يضعف بين الحب وشهوة الربح، شهم في الأوقات العصيبة، يغتاله طمع في أوقات أخرى، شخصية لها تفاصيل استثنائية ومميزة جعلتها محور الأحداث، وقدمت النص بشكل مبتكر وممتع، وجعلتني متعاطف معها بالتحديد مهما كرهته باقي الشخصيات.

    في ذاك الزمان البيئة مختلفة، والناس مختلفون عن عصرنا الحالي، وهنا جاء الدور القوي للغة الحوار، فاستخدام اللهجة العامية والاعتماد على ألفاظ مهمة عن الخيول والرتب العسكرية والأماكن جاء موفقًا للغاية، وأضاف الكثير من التفاصيل الواقعية للنص، جعلت القارئ يعيش هذا العالم بكل تفاصيله، ولو كان استخدام الحوار بالفصحى أعتقد كان سيخسر النص كثيرًا من جودته وصدقه.

    مع تطور الأحداث نتعلق بالشخصيات، ورغم إيقاع الأحداث السريع والممتع إلا أنه لم يُفقد النص نزعته التأملية في أحوال الشخصيات ووجدانها، فسمعت صهيل وحمحمة الخيول في السباق وكيف خسرت الفرس، وتأثرت بمرض "عايدة" وكيف ستتجاوز هذه الصعاب، وسمعت صراخ "هوزان" وتأثرت بحاله وهو يُضرب بكل قسوة، إضافة إلى وجود شخصيات تاريخية قاربة من الأذهان مثل شخصية "البارون إمبان" الذي وضعنا أمام زمانه وتخيلنا ما يدور حوله وصار النص تاريخيًا لا يتجرد من إنسانيته. كل الأحداث في خدمة الشخصيات، وكل الشخصيات في خدمة الأحداث، فجاء النص الروائي متماسكًا، واثقًا من أدواته، صادقًا في مشاعره.

    ربما المشترك الأكبر بين الشخصيات هو الشعور بالوحدة، من "سليم أفندي" إلى "مرعي المصري" إلى "الليدي ميتسي"، الجميع يبحث عن شخص يكون بمثابة حصن الأمان المفقود: الأمل الذي يدفع للاستمرار وتجاوز المِحن، فمهما اختلفت السُلطة والمستوى يظل في كل من هؤلاء إنسان بسيط في جذوره.

    عمل روائي عبقري، وصورة سينيمائية مبهرة، شاهدتها أمامي بكل تفاصيلها القوية، وتأثرت بكل شخصية، روائي متمكن من أدواته تمامًا مثل "مايسترو" يقود موسيقى متناغمة جميلة، وقدّم نصًا بديعًا، غني بتفاصيله، وفريد في متعته الأدبية.

    Facebook Twitter Link .
    12 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    مصادفة عابرة قادتني لهذه الرواية الجميلة، وكانت مفاجأة أجمل،

    وجاءت المفاجأة التالية في وصولها للقائمة الطويلة للبوكر هذا العام،

    من السطور الأولى للرواية يدرك القارئ أنه إزاء عالم روائي محكم، يستفز المشاعر بشكل إيجابي لمعرفة ما وراء حكايات فوزان الطحاوي ثم سليم حقي ثم السيدة التي سميت الرواية باسمها "الليدي ميتسي" .. تنساب الحكايات وتتشابك حتى نتعرف من خلالهم بالعودة إلى قاهرة العشرينيات زمن سباقات الخيول .. وبكل بساطة نتنقل بين حكايات أبطالها .. سليم حقي ذلك الضابط الذي تنفلت منه الحياة في لحظة ثورة، ومرعي المصري الذي يلعب بالرهانات ولكنه يتورط في حب غائب ومجهول، وفوزان المسكين الذي يتفتح وعيه في ذلك العالم المتضارب ...

    Facebook Twitter Link .
    9 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    يبدأ الكاتب بمقدمة يروى فيها وفاة عجوز يسمى فوزان الطحاوي ومحاولة ابن عمه أن يبحث في داره عما سرقه فوزان من أبيه وهو في عمر الرابعة عشر بعد أن قتله، هذا ما عرفه وما تربي عليه من صغره، في البداية عندما قرأت المقدمة، وأخذت أنهل من أحداث الرواية، ظننت أن الكاتب قد حرق الحبكة بمثل هذا المقدمة ولكن خبايا تفاصيل الأحداث كان لها رأي آخر....

    لقد مات برجس الطحاوي عم فوزان لأنه قدّر له الموت، مثلما مات فوزان عندما قدم أجله....

    رواية بديعة تدور في أثناء القرن العشرين حيث انتشرت الرهانات على صراعات الديكة و سباق الخيل، الوصف رائع فوق الوصف وخاصة في ذكر أحداث السباقات، شعرت وأكنني أرى السباق رؤيا العين وأسمع صياح المتفرجين بأذني، وهذا نادرًا ما يحدث لي حين أشعر نفسي كأحد أبطال الرواية وليس مجرد شخص فضولي يتعمق في تفاصيل الأحداث من خلال استخدام خياله لتجسيد بعض الأسطر من الحروف وهذا وإن دلّ فيدل على تمكن الكاتب من لغته وحسن وصدق تعبيره بالحد الذي ينقل الأحداث والشعور للقارئ...

    أربع شخصيات من بيئات مختلفة قدّر لهم اللقاء لمدة من الوقت لكن لكل منهم تأثير في حياة الآخر يظل مدفونًا في صدورهم وإن غاب ذات الشخص عن حياتهم، أليست هذه سنة الحياة؟! أن جميعنا فترات في حيوات غيرنا ؟

    سليم حقي مصري أصيل ذو نخوة ومروءة رفض الخضوع للإنجليز وهم يطلقون الرصاص على إخوته المصريين فأودى ذلك بمستقبله كله ورفد من عمله كضابط، يسير في الأرض محاولًا العثور على المال من أجل علاج زوجته، ربما في لحظات مرضها كانت بحاجة بحنوه ووجوده بجانبها وتنازله عن كبريائه لتشفى مما أصابها ولكنه كان قد فقد الثقة في نفسه بعد رفده وكان يري نفسه غير مستحق لوجودها في حياته فأراد أن يثبت ذلك لنفسه قبلها بتوفير المال بأي طريقة ممكنة فتارة يدخل في صراعات الديكة فلا يناله منها إلا الضرب المبرح وتارة في سباقات الخيل التي كانت سبب إلتقائه مع مرعي المصري...

    مرعي المصري سمسار في سباقات الخيل، أو كما وصف نفسه عربجي يدرك في قرارة نفسه بذلك وأنه لا يستحق أن يحب لذلك عدما وجد من أحبته، تبتر عليعا وأذاقها من المر ألوانًا حتى فضلّت الموت علة حياتها معه، ولكنها لم تغادره ولم تتركه فدائمًا ما كان يشعر بها معه تحدثه وتلوم عليه، تفرح لحزنه وكأنها تشفي غليلها منه ومما أذاقها، استغل فرصة احتياج الليدي ميتسي لمن تثق فيه للمشاركة في سباق الخيل...

    الليدي ميتسي امرأة إنجليزية فقيرة عشقت حب الخيل من ولدها فكانت تراهن عليها لتكسب المال لتأتي له بالدواء ولكنها مات، وعاشت على هذا الأمل أن تكسب في رهانات الخيل فيعود لها ولدها، تزوجت من أحد الأثرياء لتضمن هذا الأمر فالكثير من المال تراهن به، سجنت نفسها في فكرة وهمية وعاشت لتحقيقها، وعندما كتب لها الفوز ولم يعود ابنها وقتها أدركت أنها تعلقت بوهم لتعيش ولتستمر في حياتها، فأصابها الوهن والضعف وأدركت وحدتها فتسولت تطلب الحب وكأنه سبيل الخلاص ولكن هذا أيضًا بخلت به دنياها عليها، وعندما جاء ممن لا تريده رفضته، وهذه معضلة كونية نريد الحب من شخص معين فإن لم يأتي وأتى من غيره تمردنا وكأننا لنا الحق في تحديد ما نريد بل والتشرط أيضًا بكيفية حصوله، ألسنا عبيدًا لرب السماء ؟ فكيف يضع العبد نفسه بمنزلة الرب الواهب الرزاق؟ حاشا...

    فوزان في الرابعة عشر من عمره توكل إليه مهمة توصيل الفرس شمعة التي شهد ولادتها لللأفندية في مصر والعودة بذهبات عمه إلى جزيرة سعود وذلك بعد أن ابهرهم فوزان بمهارة وسرعة فرسه شمعة وفوزها في السباق على الأبطال وإلا ناله من عمه، يدرك جيدًا أن عمه سرق ماله ومال أبيه بعد أن قتله ويجعله يشتغل عنده مثل العبد، فكان ذلك سبيل لقائه بسليم ومرعي والليدي ميتسي، فتى بدوي يعيش في الصحراء ينتقل فجأة لعمار المدن حيث هيليوبلس التي بناها البارون امبان أوما يعرف الآن بمصر الجديدة، يدرك أن الحياة بها سباق يأكل القوي فيه الضعيف وأنها لا تقارن بحياته في الصحراء وكثيرًا ما تمنى عودته لأمه بعد أن ذاق مرار العيش بها، يتعرف على عايدة زوجة سليم المرأة البيضاء الطيبة التي لم ير في جمالها....

    قد تصنف الرواية ضمن الروايات النفسية ففيها الكثير من الصراعات بين صفحات الرواية وإن كان أكثرها بين الشخصيات أنفسهم فمنهم من يصارع وحدته ومنهم من يصارع نفسه ليهرب من كونه سبب في انتحار أحبته ومنهم من يصارع ثقته بنفسه، ومنهم من وجد نفسه في صراع لا يدرى له مخرجًا...

    تحتوى أيضًا على بعد عقدي تتمثل في لماذا خلق الله الشر والمرض؟ ولماذا لا يحدث كل ما نريده؟ ولماذا لا يستجيب الله دعاءنا بما نريد ؟ وهذا الأمر يدخل تحت باب الإيمان بالقضاء والقدر وأن كل ما يحدث لنا هو لعلة يعلمها الخالق سبحانه ومالنا سوى التسليم المطلق فهذا مُلكُه يُحدث فيه ما يشاء وقتما يشاء كيفما يشاء وما نحن إلا عبيده..

    سبق وأن ذكرت أنني أؤمن أن الكتاب هو من يختار صاحبه، أو أن القدر يسخر لك ما يعينك على عقبات حياتك وقد يكون ذلك في صورة كتاب، ويزداد إيماني بهذا مع الوقت فقد حدث هذا معي ثانية أثناء قراءة الرواية..

    يؤخد على الكاتب استخدام لغة ثلاثينات القرن العشرين وإن كانت لم تؤثر كثيرًا على فهم الأحداث، ولكن مع إدراكي التام أن أحداث الرواية كانت تقتضي هذا الأمر ولكننا الآن في ثلاثينيات القرن الواحد وعشرين بعد حوالي مائة سنة من أحداثها فأين للقارئ بمعرفة ممعاني هذه الألفاظ إن لم يكن متمرس في اللغة ؟

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    واحدة من افضل الروايات اللي قريتها في حياتي، فيها مجهود بحثي جبار

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ◾اسم الرواية : مقامرة على شرف الليدي ميتسي

    ◾اسم الكاتب : أحمد المرسي

    ◾نوع الرواية : دراما انسانية فلسفية اجتماعية تاريخية

    ◾اصدار عن دار دون للنشر و التوزيع

    ◾عدد الصفحات : ٥٢٠ صفحة على أبجد

    ◾التقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐

    "هل تستحق الأمنيات البعيدة كل تلك المخاطرة؟ هل تفعل الهشاشة كل ذلك؟ هل يمكن أن تخرب أمنية حياة إنسان؟"

    تبدأ أحداث الرواية بوفاة هادئة لـ(فوزان الطحاوي) وحيداً فقيراً في منزله بالقرية التي نشأ وترعرع فيها، وفاة كانت نقطة انطلاق للشيخ (غالب) للبحث عن حقه الضائع والحقيقة التي أخفاها (فوزان) لسنوات وآن الأوان لتُرد الحقوق الي اصحابها، بحث عن عقود وأوراق ملكية في منزل الراحل ليكون نصيبه صورة فوتوغرافية يرجع عمرها لعشرينيات القرن الماضي ويرسم ملامحها أمنيات مُرهِقة وألاعيب قدرية، صورة كانت كالحلم في ذلك الوقت لكل الموجودين بها، نقطة التقاء أمنياتهم وأحلامهم معاً -على اختلافها- قبل أن تعيد سُبل الحياة المختلفة كلاً منهم من حيث أتى، صورة فوتوغرافية تحمل بين طياتها حكاية من أغرب ما تكون، حكاية عن الأحلام وسط الواقع الصعب، حكاية أربع أشخاص وفرس عربية أصيلة!!

    ما الذي من الممكن أن يجمع بين طفل بدوي فقير على ظهر فرس عربية اصيلة إلى جوار سيدة انجليزية أنيقة، وبرفقتهما سمسار خيول مصري وضابط متقاعد؟! كيف يمكن أن تتلاقى طرق هذه الشخصيات ويجتمعون معاً في مكان واحد؟! انه طريق الامنيات والأحلام الذي تصادم مع قسوة الحياة الوَعِرة؛ فأثمر عن فصلٍ لا يُنسى في حياتهم جميعاً برغم اختلاف طبقاتهم وثقافاتهم إلا أن القدر وضعهم في نفس الإطار معاً.

    - سليم حقي : الضابط المصري الذي انتفض حينما رأى ظُلماً، وعلا صوته بالهتاف لزعيم الأمة؛ فأُحيل الي المعاش وضاع مع أسرته الصغيرة وسط طرقات الحياة التي منحته أفضل ما عندها وبعدها سلبت منه كل شيء بسرعة البرق، ثم قذفت به إلى طريق الرهانات و وضعته أمام مضمار خيول السباق ليلعب على حظه كما لعبت معه الحياة على سعادته.

    - مرعي المصري : الذي نشأ وعاش وسط المُعدمين وانتشر بين الأثرياء، ليجمع بين عالميْن مختلفيْن تماماً فأصبح يُجيد التعامل مع هؤلاء والاحتيال على أولئك، فحمل بداخله الصلابة واللين فهو "مصري" على كل حال.

    - الليدي ميتسي : كانت على قدر ثرائها غير مرغوبة وسط الأثرياء، فلا هي أصبحت من وسطهم الرفيع، ولا بقت وسط أناس تشبههم، فهي ببساطة وحيدة وسط غرباء في بلد غريب، فلم تجد سلوانها سوى في مضمار السباق، لعل الرهانات تحقق لها أمنية مستحيلة وتعيد لها حلماً ضائعاً.

    - فوزان الطحاوي : طفل عاش فقيراً معدماً في قريته، سُلِب حقه من أقرب الأقربين، ليجد نفسه مُلقىً فوق فرسه المُقرَّبة في طريق مجهول الي القاهرة التي كانت بالنسبة له بمثابة ضوء في آخر النفق، ولم يكن يدرك أن هذا الضوء ليس سوى نار لاهبة تحرق كل من اقترب منها.

    - الفرسة شمعة : أم الخيل كما كان اسمها، هي نقطة التقاء طرق الشخصيات الأربعة، وعلى ظهرها وُضِعت أحلامهم، ومن أجل سرعتها عُقِدت رهاناتهم، ومعها اجتمعوا، وبعدها تفرقوا.

    وفي مضمار (هليوبليس) لخيول السبق كان الخط الفاصل في حياة الشخصيات الأربعة، وأحلامهم التي تعلقت بالفرس الرابحة والتي على أساسها راهنوا، فهم لم يراهنوا لمجرد التسلية او اضاعة الوقت، ولكنهم راهنوا بحياتهم وقذفوا أمنياتهم أسفل سنابك الفرس لعلها تصل بهم لخط النهاية قبل الجميع، فتنقذ حيواتهم من الضياع وتكون عوناً في تحقيق أحلام ظنوها مستحيلة، لقد كانوا -كما وصفهم الكاتب- أشبه بكرات بلياردو تصادمت في لحظة خاطفة من الزمن فالتقت طرقهم ثم ارتد كل منهم في اتجاه، ولم يلتقوا ثانية.. أبدا!

    ◾رأيي الشخصي :

    أول ما لفت نظري للرواية كان غلافها المميز، وبمجرد قراءة الفصل الأول أجد نفسي ألتهم السطور التهاماً لمعرفة سر الصورة الفوتوغرافية والمغزى وراء الرواية، لأجد نفسي أمام ملحمة تاريخية اجتماعية تسلط الضوء على جانب من جوانب الحياة في مصر لما يطأه الكثيرون، تعقد مقارنة خفية عن حياة المصريين بين الفقر والثراء، وتُسلِّط الضوء على حدث تاريخي هام وملمح من ملامح الحياة في مصر قديماً، ألا وهو سباق الخيول والمقامرة عليها، فقد جعل الكاتب من مضمار الخيول دولة بداخل الدولة، يحدث فيها كل ما لا يستطيع عقلٌ توقعه، ويجتمع فيه جميع طبقات الشعب بداية من الخدم والعبيد إلى الأجانب وأصحاب المناصب العليا، وبين هؤلاء وأولئك حيوات مختلفة وأحلام ضائعة وأمنيات مؤجلة، فعرض الكاتب الصراع بين البشر على المال والسلطة والتميُّز، أبرز معاملة الأجانب للمصريين ممن هم أقل شأناً منهم، عرض الألاعيب الخفية وراء هذا المضمار، وسلَّط الضوء على فئات كانت ومازالت جزءً من المجتمع بالفعل، فعرض حياة البدو القاسية ونظرتهم المنبهرة لكل ما له علاقة بالقاهرة أو بالمُدن عموماً، وقد جعل الكاتب للرواية نظرة فلسفية واضحة... فتحدَّث عن الخط الفاصل بين الحب و الأنانية والامتلاك، عرض المشاعر الإنسانية بصورة شفَّافة واضحة، فكرة الموت والحياة التي طرحها الكاتب بصورة مؤثرة، الصداقة التي خلقتها الأيام بين أشخاص مختلفين تمام الاختلاف، كل ذلك الي جانب الاسقاطات السياسية للرواية خلق منها حالة فريدة ومؤثرة جداً، العمل يُبرز مجهود الكاتب الرائع والذي ينُّم عن بحث وتدقيق طويل، لقد اسرتني مشاهد السباق، وآلمتني مشاهد الموت والمرض، بكيت مع قلة حيلة (سليم) وضعف (فوزان) أمام قسوة الحياة، المشاهد جاءت واقعية دون أي ابتذال او اسهاب في الأحداث يصيب القاريء بالملل.

    ظننت أنني لن أستطيع إكمال الرواية بسبب صعوبة لغة الحوار -في البداية- الي جانب عدم تفضيلي للعامية في العمل الادبي، إلا أنني اقولها الآن بعد ان أنهيت العمل... إن كانت هذه الرواية كُتِب حوارها بالفصحى ربما كانت ستفقد جزءاً كبيراً من روعتها، التي خلقها استخدام الكاتب للغة حية من داخل مضمار السباق، لغة لها الفضل في اقحام الكاتب للقاريء في الأحداث دون أن يشعره بوجود أي حاجز يعوق ذلك، رواية ممتازة جداً ومختلفة للدرجة التي تشعرك أنك أصبحت جزءً لا يتجزأ من الأحداث وكأنك عاصرتها في زمان أو مكان ما، أنهيت قراءتها خلال أربعة أيام وأنصح بقراءتها بشدة.

    ◾النهاية :

    النهاية جاءت مؤثرة في كل اجزائها، فقد كنت أخشى أن يترك الكاتب النهاية مفتوحة، إلا أنه قد برع في عرض نهاية كل شخصية بصورة ممتازة خلال الأحداث، والتي حرص فيها على عنصر التشويق حتى السطور الأخيرة، عرض نهاية الشخصيات والأحداث حتى الأماكن لم يغفل عنها، فجاءت النهاية ممتازة ومناسبة للأحداث ومتماشية مع مغزى الرواية.

    ◾الحبكة :

    حبكة ممتازة، مُحكمة التفاصيل ومترابطة الأحداث، يصعب التكهُّن بخط سيرها.

    ◾الغلاف :

    غلاف رائع مصمَّم باحترافية شديدة؛ ويُعتبر أول ما جذبني للرواية بسبب اختلافه، فبمجرد النظر الى الغلاف ظننتها رواية مُترجمة، غلاف ملفت للنظر وله علاقة وثيقة بالأحداث مشيراً للحُقبة الزمنية التي تدور خلالها الأحداث وبعض اللمحات من الأحداث نفسها.

    ◾الأسلوب :

    اعتمد الكاتب اسلوباً مختلفاً، يجمع بين البساطة والتعقيد في آنٍ واحد، ليخلق بذلك اسلوباً فريداً مميزاً يتناسب مع الرواية، فقد نجح الكاتب منذ الفصل الأول في جذب انتباه القاريء -كما حدث معي- حيث اعتمد في تقديم الرواية على أسلوب الـ(Flash back) فبدأ روايته بما بعد النهاية، وهو بذلك يُنمِّي عنصر الغموض والتشويق، وقد نجح في المحافظة عليهما من بداية الرواية إلى آخرها، ويُعتبر (الوصف) هو أحد أهم عناصر الرواية إذ لجأ الكاتب لوصفاً تفصيلياً خلق من الرواية حالة حيَّة فتشعر وكأنك تشاهد فيلماً سينمائياً أمامك، وتجبرك الأحداث على معايشتها والتأثُّر بها.

    ◾اللغة :

    اعتمد الكاتب لغة عربية فصحى سرداً، فجاء السرد قوياً متماسكاً على درجة عالية من الفصاحة، غنياً بالتعبيرات البليغة والألفاظ المتنوعة، أما الحوار فقد جاء بالعامية المصرية غير المبتذلة والتي جاءت متأثرة بثقافة العصر الذي تدور فيه الرواية، فاستخدم الكاتب التعبيرات المنتشرة في ذلك الوقت والألفاظ العامية الدارجة في مصر في هذه الفترة؛ وهذه نقطة تُحسب للكاتب نظراً لوصوله لدرجة ممتازة من التعبير وخلق حالة لغوية فريدة معبرة عن الرواية وأحداثها، وقد حاول الكاتب خلال الأحداث الموازنة بين السرد والحوار، لتخرج لغته -في مجملها- قوية مؤثرة ومناسبة للرواية وأحداثها.

    ◾الشخصيات :

    تعددت شخصيات الرواية واختلفت على مدار الأحداث، ولكن روعة رسم الكاتب لكل شخصية وتقديمها لم يترك مجالاً للتخبُّط بين الشخصيات او حتى الاستياء من هذه الكثرة، وقد تنوعت الشخصيات مابين رئيسية وأخرى فرعية: شخصيات الرواية الرئيسية (فوزان، سليم، مرعي، ميتسي) لم يُقدِّمهم الكاتب بصورة صريحة مباشرة، وإنما ترك ذلك للأحداث التي طرحت ملامح كل شخصية بصورة مميزة خلال سير الرواية، أما الشخصيات الثانوية فقد جاءت تدور في نطاق الشخصيات الرئيسية ويرتبط وجودها بها، ولكل شخصية من الشخصيات دورها المؤثر والضروري في الأحداث والذي رسمه الكاتب وحرص عليه بدقة عالية، فشخصيات هذه الرواية أشبه بخيوط العنكبوت والتي برغم كثرتها ترتبط ببعضها ارتباطاً وثيقاً، فكل خيط يؤول للآخر ليُكوِّنوا بذلك شبكة قوية متداخلة.

    ◾اقتباسات من الرواية :

    📌"إن هؤلاء الذين لم يصلوا لأمانيهم يعيشون طوال حياتهم وهم يجرُّونها وراءهم، كمن رُبِطَت فيه جثة."

    📌"إن المنحة الوحيدة التي يمكن أن يمنحها العقل لكل من فقدوا الأمل هي المقدرة على خداع أنفسهم بأمل جديد."

    📌"وفَكَّرَ أن الموت لا يستحق هذا الخوف، إن ما يستحق الخوف أكثر هي الحياة."

    #مقامرة_على_شرف_الليدي_ميتسي

    #أحمد_المرسي

    #دار_دون_للنشر_والتوزيع

    #مراجعات_هدير #قراءات_2023

    #تجربتي_مع_ابجد

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    قال كاتب أخر في زمن أخر و ظروف أخرى أن

    الموت عمل شاق

    و هو كذلك بالفعل و لكن أليست الحياة أيضا عمل شاق؟ الكل يخشى الموت و أحمد المرسي هنا له رأي أخر:

    ❞ وفكر أن الموت لا يستحق هذا الخوف، إن ما يستحق الخوف أكثر هي الحياة. ❝

    الرواية تنضح بالموت. بالفقد الذي لا يمكن تعويضه. بانقطاع الأمل و الرجاء مع التمسك بالأمنيات التي لا يمكن تحقيقها و التي لا تعدو كونها مقامرة أو مراهنات أو بلغة العام ألف و تسعمائة و عشرين: لوتريه.

    ❞ كان تجسيدًا لمفهوم الموت بلا قيمة، هل هناك موت بقيمة حتى يكون هناك موت بدونها؟ إن الحياة ذاتها عبث بلا هدف، إنه مثل الديك المذبوح؛ يرفرف وجسده يرتد بلا إرادة منه يمينًا ويسارًا بلا غاية؛ إن ما يحركه ليس روحه، ولكن طلوع روحه! ❝

    أربعة شخصيات رئيسية يتجسد الموت أمام كل منهم:

    فوزان الطحاوي و جثة والده على الجمل ماثلة أمام عينيه

    ❞ سيجدونه نائمًا على جانبه مثل الجنين مغمض العينين فاغرًا فاه، وقد ضم يديه إلى صدره، وسيظنون أنه كان يترجى الموت لإعطائه مهلة أخرى. ❝

    سليم حقي: و هاجس موت زوجته

    ❞ لو رايحة تموت، تموت موتة ذواتي زي ما عاشت عيشة ذواتي! ❝

    مرعي المصري: و شبح زينب

    ❞ عندما يقولون لك إنه مات، لن تتألم مباشرة؛ لأنك ستُكذِّب نفسك. ثم ستسأل: لماذا؟ وستغضب، وعندما لن تأتيك الإجابة ستصمت، ثم ستساوم. سيظهر الأمل الكاذب. سيقول لك إنه من الممكن أن يعود كل شيء كما كان.. ثم… ثم سيأتي الحزن لينقذك، سيترسب عميقًا في قلبك مثل مرساة، ولن يفارقك، لكنك ستعيش. ❝

    الليدي ميتسي: و الرجاء الخائب بانتصار ابنها على الموت.

    ❞ أحيانًا تكون أمنياتنا غير المحققة هي ذريعتنا للاستمرار.

    أنا أقول دائمًا إن الأمنيات مثل خيول السباق، يمكن أن يعيش الإنسان طوال عمره يراهن عليها، وهو يعلم أنه سيخسر، لكنه لا يملك مع شوقه للفوز إلا أن يفعل ذلك، دون أن يفقد الأمل، إنها أمنيات كاذبة، أمنيات خطرة يا مرعي أفندي.. تعلم يا مرعي أفندي! لو كانت الأمنيات خيولًا كنت اشتريتها.. ❝

    حتى الشخصية الثانوية التي بدأ بها الكاتب روايته و اختتمها بها: غالب الطحاوي. هو أيضا يتمثل جثة والده التي يظن أن فوزان قاتله.

    ❞ دار حول نفسه وهو يلهث من أثر الركض، فرآه يسير وراءه بخطوات ثابتة سريعة كالهرولة دون أن يُصدر عبارة واحدة. يشبه الموت بحركته، ثابت واثق وعلى ملامحه ترتسم ملامح ملائكة العذاب! ❝

    الكل يصارع الموت فهل سمعتم عن أحد يصرعه؟

    ❞ ما الموت؟ ربما سيعرف الآن. ❝

    الجاه زائل. الجمال زائل. المال زائل. القوة زائلة. الصحة زائلة.

    إذا ما الذي يتبقى لنا بعد كل ذلك؟

    ❞ لقد كان يعلم أن كل شيء انتهى، كان يرتعش والدموع متحجِّرة في عينيه، كان يقف في ثبات رجل يهدم حياته بنفسه راضيًا عن نهايته، لقد عاش سنوات وشهورًا في ذلك الجسد الذي لم يكن جسده، وتحدث بتلك الأحاديث التي لم تكن أحاديثه، وهو الآن يرفض كل ذلك. ❝

    ❞ لقد كانت آية في الجمال. تساءل أين ذهب كل هذا البريق؟ شعرها طويل كستنائي، مفروش بجوارها على الوسادة. بشرتها بيضاء حليبية، بملمس المخمل. وعيناها عسليتان، لم يرَ من قبلُ عينين بذلك الجمال. ❝

    ❞ لقد كان كل ذلك مجرد وهم، لقد ركض وراء السراب، أفسد كل هذا حياته، لم يتغير شيء، كيف كان موهومًا إلى تلك الدرجة، هل تستحق الأمنيات البعيدة كل تلك المخاطرة؟ هل تفعل الهشاشة كل ذلك؟ هل يمكن أن تخرب أمنية حياة إنسان؟ لماذا لم يقتل تلك الأحلام من البداية؟ لقد كانت كل الدلائل تقول إنه لا فائدة، ولكنه لم يقتلها! لماذا؟ هل لأنها جميلة، أم لأننا أضعف من أن نقتل أحلامنا السخيفة؟ ❝

    ❞ لم تفقد جمالها رغم سنها، هناك عطر يظل يفوح من المرأة كلما تقدمت بها السنوات، حتى وإن بدأت أوراق زهرتها بالذبول، يظل هذا الأريج يضوع منها، شيء ما في العينين واللفتات، وهي رغمًا من هذا التعب البادي عليها، كان يرى بداخلها أنثى أخرى جميلة، ببشرتها البيضاء التي تمسُّها التجاعيد برقَّة واستحياء، وتظهر جليةً محفورةً عندما تضحك بجوار عينيها.

    ⁠‫إن هناك حياة كاملة بداخل هذه المرأة لم تعِشْها بعدُ، لديها كثير من عسل الأنوثة الرائق الذي لم يتجرع منه بشرٌ بعدُ. ❝

    هل ما نعيشه هو فعلا حقيقة أم أن الموت و الزوال هو الحقيقة الوحيدة. إن كان ذلك كذلك فلماذا يحدث كل هذا؟ الأسئلة الأبدية التي علقت بلا إجابه نتفق عليها جميعا و التي ستظل تؤرقنا حتى النهاية. نهايتنا. فأين الخطأ؟ و من يفعله؟ و من يتحمل نتيجته؟

    ❞ إن الخطأ ليس خطأه، إنه خطأ القدر يا عايدة، خطأ الدنيا، النصيب، إنها القسمة غير العادلة، تلك القسمة التي وضعتهما في طريق بعضهما، وَرَمَتْهُ بلا عمل، وأمرضتها، إنها القسمة غير العادلة. ❝

    هل هنالك من حل إلا التماهي مع هذه الحياة و اقتناص ما يرسم البهجة و ان كانت لحظات قليلة من عمرنا و من عمر الزمان؟

    ❞ يجب علينا أن نتصالح مع الحياة، بكل ما فيها من ألم وخذلان؛ لأن بعض الأماني لا تتحقق يا مرعي، بعض الأماني لا تأتي، ولا نملك إلا أن نتركها ترحل بعيدًا ولا نضيع أعمارنا بالركض وراءها. ❝

    ❞ كان صادقًا في حديثه، مندفعًا متحمسًا، كأنما وجد فرصة ليتكلم، وكانت هي تسمع له بإنصات وشغف. اندمج في الحديث، فقام من جلسته، أخذ يرسم لها ظلالًا على الحائط بيديه، على الضوء الشاحب.. كانت ظلال حديثه تتحرك، ترسم غزلانًا، وأرانب برِّية، وجِمالًا، وحَجَلًا، وخيولًا، وطيورًا، وبنادق، وكانت هي تضحك من قلبها، لأول مرة منذ شهور! ❝

    علينا أن نستمر في الركض و نختلس النظر يمينا و يسارا لعلنا خلال سعينا الدؤوب للنهاية نلمح على جانبي الطريق ما يرسم على شفاهنا ابتسامة سعادة أو حتى يزيح عن كواهلنا بعض العناء.

    ❞ يركض وراء العربة حتى تختفي، لن يعرف لماذا سيركض، لن ينادي حتى، سيركض حتى يتعب، ثم سيقف عند نهاية الشارع، والعربة تبتعد، سيشعر أن جزءًا من قلبه قد ذهب معها، لن يعود هذا الجزء ثانية إلى مكانه مرة أخرى. ❝

    و دائما تبقى الذكريات حتى و ان رحلنا جميعا

    ❞ تمنى ألا ينتهي هذا اليوم أبدًا، لكنه انتهى، فالأوقات السعيدة لا تدوم طويلًا، لكن تبقى ذكراها للأبد. ❝

    تتبقى كلمة أخيرة للكاتب المبدع أحمد مرسي الذي تشرفت بالقراءة له لأول مرة:

    اللغة ممتازة و المزج بين العربية و العامية عبقري سيما و أن العامية هنا بلهجات مصرية و نوبية و بدوية و سودانية و كلها سليمة و دقيقة و مناسبة لقرن مضى تماما. الفكرة و توظيفها و السرد و الحوار و العمق و التشويق و تقسيم الفصول كلها في منتهى البراعة. ما جعلني أتردد في اعطاء العلامة الكاملة للرواية هي النهاية التي لا تتناسب مع الظلال الثقيلة للأحداث فنحن نعلم جيدا أن الحياة أشد وطأة من ذلك بكثير.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    بتبدأ أحداث الرواية بأكتشاف موت فوزان الطحاوي علي سريره كأنه نائم في وضعية الجنين ضامم رجله لصدره، بيكشتف موته رجل من رجال عائلة الطحاوي، و الي اقتحم بيته المتهالك لما عرف خبر وفاته و قرر يفتش عن سر (فوزان الطحاوي) و بين اغراضه بيلاقي صورة.. صورة ابيض و أسود قديمة عبارة عن طفل علي ظهر فرسة بيضاء و أتنين رجالة و سيدة ((خواجاية)) إنجليزية

    و خلف الصورة كُتب.. الست ميتسي الإنجليزية، مرعي أفندي المصري، و أخيراً سليم أفندي حقي..

    يا تري.. مين دول، و علاقتهم ايه بالرجل الميت علي سريره، و ايه علاقة الفرسة البيضاء بقصتنا الرائعة دي؟؟

    في البداية أحب اقول ان رواية مقامرة علي شرف الليدي ميتسي حقيقي رواية تستحق القراءة، و عمل أدبي متقن متعوب عليه و دا الي هنعرفه في المراجعة ♥️👌

    دلوقتي أحنا قدام عمل أحداثه بدور في سنة ٢٥، يعني كان طريقة كلام الناس و لبسهم و ألفاظ بعض الاشياء زي العربيات و الادوات الكهربائية و الأمثلة الشعبية مختلفة تماما عن الحاضر

    و هنا يرفع القبعة احتراما للكاتب، علي محافظته لكل التفاصيل الي تدخل القارئ في هذه الحقبة..

    و عشان تفهم اكتر نتكلم عن اللغة و السرد و الوصف

    لغة العمل عربية فصحي جميلة و قوية و مواكبة أجواء العمل بكل براعة و سلاسة.. و من اقوي جوانب العمل هو الــحــوار، الي كان شديد الأتقان في اختيار الألفاظ الي كانت موجودة في الزمن دا بل و حفاظه علي تميز كل عرق بلغة مختلفة

    يعني مثال أهل البندر مش بيتكلوا زي أهل البدو، و الخواجات و الأفنديات برده لسانهم يختلف عن باقي الشعب

    و دا كان شيء في منتهي المتعة لانه ركبك آلة زمنية و رجعك للزمن دا

    كذلك الوصف.. وصف المكان و الشوارع و السيارات (الاوتومبيل) و ملابس الأشخاص كل دا كان بمشهادية عالية كأنك بتشاهد فيلم سينمائي.

    شخصيات العمل في قمة الجمال.. شخصيات حقيقية من لحم ودم تتعلق بيهم و تحزن لحزنهم و تصدق مشاعرهم

    كل شخصية لها دوافعها و شرح كافي ل (ليه هي بتعمل كدا) و العمل كان بيلعب علي حتة التعلق بالأمل، التعلق المرضي، حتي لو المنطق بيقول ان خلاص فات وقت ان يكون في امل اصلا بس مازلت متعلق بشيء من سابع المستحيلات أنه يحدث

    العمل كله بيتمحور حول الأربعة شخصيات الي تم ذكرهم في الاول و الي ربط بينهم هو نفس المأساة و المشكلة...

    بالرغم من ان الرواية تعتبر كبيرة نسبياً الا انك صعب تزهق منها، هي رحلة ممتعة بتغوص جواها بدون شعور و الي ساعد على دا هو تسلسل الاحداث الي كان سهل و غير مربك، و مشوق🤯

    أتمني اكون عرفت أظهر قد ايه فعلا العمل جميل و اي قارئ هيستمتع بيه جدا ♥️♥️

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    حكاية عن القدر و عن خططه .

    بداية صادمة موت فوزان الطحاوي الرجل العجوز و التقليب الجاد و المحموم في أشيائه بحثا عن ما تم اتهامه بسرقته من عمه و مع الكشف عن صورة نعود للوراء إلى بداية القرن 20 في رحلة زمنية لنلتقي بسليم الظابط السابق و مرعي الأفاق و الليدي ميتسي الحزينة و فوزان السايس المراهق ،أربع مسارات تلتقي في لعبة سباق خيل و تفترق في مضمار سباق الخيل .

    العمل يستند على جانب تاريخي من مصر الملكية الخاضعة للانتداب البريطاني و يتخذ خطا زمنيا تصاعديا و ان كان بين لحظتين في الحاضر (منتصف القرن العشرين) وبينهما فلاش باك أو رجوع للوراء زمنيا ليصل الى نهاية مناسبة للحبكة و حتى للشخصيات(نهاية مرضية حتى ولو لم تكن سعيدة في المجمل) التي رسمها الكاتب الذي اعتمد في ذلك على راو عليم و على تعدد الرواة التي تمثل شخصيات العمل مما يجعل القارئ مطلعا على الاحداث في عموميتها و على مشاعر الشخصيات في خصوصيتها عبر لغة احترمت العصر و الخصوصية الثقافية للشخصيات .

    العمل و ان كان كلاسيكي الطبع الا انه ذو نكهة فيها الكثير من النوستالجيا ذات الطابع السينمائي.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2

    وكأنك تشاهد مسلسلا بمشاهد و ردة فعل مكررة.. الكثير من الدموع التي يذرفها الابطال.. الكثير من اللكمات.. حتوتة قد تكون ممتعة للبعض، قوة العمل في تصوير حقبة العشرينيات في مصر.. الحوار بالعامية و لهجاتها.. والسرد كان اقرب للعامية .. قد يرى البعض ان توظيف اللهجات نقطة قوة في العمل، لكن ماذا يبقى منه لو ترجم؟

    القصة و الاحداث متوقعة في الكثير من ردات فعل الابطال.. كثير من المشاهد شاهدتها حرفيا في السينما .. الابيض والاسود بالذات.. الحديث عن الاماني و استحالة تحقيقها كثيمة للعمل كان مصطنعا و بالذات ان الشخصيات فجأة تكرر هذه الفكرة وكأنها تريد ان تقول للقارئ ان لم تنتبه لفكرة الرواية فها هي ذا امامك.. الرسائل التي في اخر الرواية اصدق مثال على ذلك… اجمالا شعرت انني امام مشروع لسيناريو فيلم اكثر من نص روائي.. وهذا النوع من الروايات له قراؤه و محبوه.. لكني لست منهم.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية من أجود ما قرأت فى الأعوام الأخيرة من ناحية البنية الدرامية والحرفية فى تشابك مصائر الشخصيات الرئيسية. المعلومات الخاصة بمنطقة مصر الجديدة فى بداية وجودها تضيف عمق تاريخى للرواية بسلاسة شديدة أما ما يخص الخيول فى اعتقادي أن الكاتب يمتلك الكثير من المعلومات التي تؤهله لكى يكتب أكثر من رواية عن خيول السباق أو مزارع تربية الخيول أسوة بالكاتب الأشهر لروايات الخيول ديك فرانسيز.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    من أمتع الروايات اللي انا قرأتها في حياتي.. حقيقي استمتعت جدِا بحكاية سليم حقي ومرعي وفوزان الطحاوي والسيدة الإنجليزية ميتسي وحسيت بتناغم رهيب ما بين كل فصل وفصل في الرواية وماحسيتش بملل خالص..

    وعجبتني اللغة جدًا والحوار المتقن اللي مكتوب بحرفية شديدة

    خالص تحياتي للكاتب وفي انتظار عمله القادم ♥️

    تقييمي ٥ من ٥

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    هذا عمل بديع، أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه لوحة فنية من حيث ثيماته، لغته وأسلوبه. كل التوفيق للكاتب في جائزة البوكر!

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    مُقامرةٌ على شرف الليدي مِيتسي للكاتب أحمد المُرسي. عدد الصفحات 350صفحة. عن دار دَوِّن للنشر والتوزيع.

    غلاف أحمد فرج.

    الرواية في القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية.

    ❞ ماتَ فوزان الطحاوي بلا أمنيات، لم يشعر به أحد، حتى إنهم عرفوا بموتهِ بعد ليلتين، وجدوه نائمًا في فراشهِ على جانبه كجنين، نحيل، كأنما مات منذ ألف سنة❝

    ▪︎تبدأ أحداث الرواية بوفاة الفقير فوزان الطحاوي، الذي عاش وحيدًا في منزله البسيط، وبعد رحيله، يقرر الشيخ غالب الطحاوي الخروج في رحلة استكشافية لاستعادة حقوقه المفقودة من منزل المَيْت المتهالك، التي تدعي أمه ونساء والده أن فوزان الطحاوي سرقها وقتل اباه، ومع ذلك لا يعرف الشيخ غالب الشيء الذي تم سرقته بالضبط.

    تبدأ رحلة غالب بالبحث عن وثائق الملكية والعقود في منزل فوزان، حيث يتخيل أنه ربما قام الراحل بسرقة شيء ذو قيمة، وبينما يبذل جهودًا جبارة، يجد بعض الأوراق والظروف، ولكن انتباهه يتجه نحو صورة فوتوغرافية نادرة تعود إلى العشرينيات، تجسد الصورة غلامًا فوق فرسًا بيضاء أصيلة، وتحمل امرأة أنيقة وجميلة بلجام الفرس بثبات، بينما يظهر رجلان على جانبيها، الأول يبدو متجهمًا ونظرته حزينة نحو العدسة، بينما الآخر يحمل سيجارة في فمه ويضع يديه في وسطه بثقة، يكتشف غالب أن الصورة الفوتوغرافية تحمل أسرارًا وآمالًا وحكاياتٍ معقدة تربط بين هؤلاء الأربعة

    شخصيات، مما يدفعه للمضي قدمًا وفهم ما لم يفهمه من قبل.

    تنتقل الرواية لنستكشف عمق حياة سليم حقي، الذي يبذل قصارى جهده لجمع المال اللازم لعلاج زوجته العزيزة عايدة، يتقاطع طريقه مع مرعي المصري، سمسار سباق الخيل، الذي يهدف إلى استغلاله لتحقيق الربح السريع، ينغمس سليم في حياة مليئة بالتحديات، ولكنه يرفض الاستسلام ويصمد من أجل عايدة التي تحارب المرض بكل قوتها.

    يبدأ سليم في البحث عن طرق لاستعادة هيبته وكرامته المسلوبتين أمام زوجته وضميره، وفي هذا السياق، يتقاطع طريق سليم ومرعي المصري مع طريق فوزان الطحاوي، الشاب اليتيم من جزيرة سعود، يتشكل منحىً مثيرًا للاهتمام في قصتهم المشتركة وسباقهم مع الحظ.

    ▪︎تتعمق الرواية في تفاصيل حياة هؤلاء الشخصيات المثيرة، وتسلط الضوء على رحلاتهم المليئة بالتحولات والمفاجآت.

    "سليم حقي"، هذا الضابط الشجاع الذي قرر مواجهة العنف الذي تعرض له الشباب المصري خلال مظاهرات لتأييد سعد باشا زغلول على يد الاستعمار الإنجليزي، والعدل والحق لم يعدا مفهومين قائمين في هذا العصر الصعب، فتم تسريحه من خدمته بسبب ذلك، وفقد كل شيء، هيبته ومصدر رزقه الوحيد.. بذل جهده لجمع المال لعلاج زوجته العزيزة، عايدة، واضطر إلى بيع* معظم أثاث منزله لتأمين التكاليف العلاجية، استدان وراهن في معركة الديوك، وواجه الحياة بكل كبرياء، رافضًا الاستسلام من أجل زوجته عايدة التي تحارب الموت بدورها، وهو يبحث في كل زاوية عن طريق لاستعادة هيبته وكرامته المنهوبتين أمام زوجته وأمام ذاته.

    "مرعي المصري"، سمسار سباقات الخيل، يتراوح بين أن يكون شخصًا جيدًا وأن يكون نصّابًا يلتفت لكل من يصادفه، بما في ذلك سيدته الإنجليزية "ميستي خشاب"، لكي يحقق بعض الربح السريع، ينهش نفسه في الحياة، متحديًا إياها بكل وقاحة. يمارس طموحه وجشعه على الجميع، حتى ينسى زينب وندمه، ويعاقب نفسه على ما سببه لها.

    "فوزان الطحاوي"، الطفل اليتيم من جزيرة سعود -جزيرة الخيول- يعمل كعبد لدى عمه الذي سرق ثروة والده وقتله للحصول على خيوله الأصيلة وزوجته. عاش هو ووالدته حياة العبيد، ولا سيما بعد رفض والدته للزواج من عمه، كان يُهلك بِمِهَامٍ شاقة وصعبة في الحياة، حيث كان يضطر إلى العمل بجد لإرضاء عمه القاسي، يحلم فوزان بالحرية والعدالة، ويتمسك بالأمل بالرغْم من كل المحن التي يواجهها مع أمه، أوكل له مهمة توصيل "شمعة" الفرس العربي الأصيل صديقته الوفية، إلى القاهرة -هيليوبلس- بعدما تم شراؤها من قبل سليم ومرعي للمشاركة بها في سباق الخيول، ولكن هذا الطفل يدرك أن العالم خارج جزيرة سعود أكبر وأخطر مما تخيل وأكبر من أحلامه التي حلمها، ويتعرف بعايدة زوجة سليم المرأة الحنونة كحنان أمه التي يفتقدها. المرأة "المزيونة، كيف هلال اتناشر ليلة".

    "السيدة الإنجليزية ميتسي خشاب"، السيدة البائسة التي تتسول الحب والسعادة.

    كانت تعمل غسّالة ملابس تسعى جاهدة لعلاج ابنها الوحيد، وكانت تراهن على سباقات الخيول بهدف الفوز وعلاج ديفيز الذي بدوره كان مولعاً بالخيول. ولكنه توفي وأخذ سعادتها معه، بعد زواجها من البيه وانتقالها إلى القاهرة، قررت استثمار كل طاقتها وبعض من أموال زوجها المَيْت في سباقات الخيول والرهان عليها، على أمل أن يعيد الله لها ابنها بعد أن تفوز بالسباق مرة في حياتها.

    ▪︎تنساب الحياة بأوتارها المتشابكة في حكاية هذه الشخصيات الأربعة، تلتقي مصائرهم وأحلامهم في مشاهد درامية نتراوح بين الظلم والعدالة، الحب والبحث عن الكرامة المفقودة، يتم تصويرهم بأسلوب يشد انتباه القارئ ويجذبه لمتابعة تطورات القصة ومصائر الشخصيات.

    ببراعة فنية وروعة سرديّة، يرسم الكاتب هذه الشخصيات بقلمه المميز، ويمنحها عمقًا وتعقيدًا يجعلها تتنفس بحياة خاصة بها، ويتطور معها الحبكة الروائية، يظهر الكاتب تحولاتهم النفسية والعاطفية ببراعة، بواسطة سرد تفاصيل وتفاعلات معقدة تجعل الشخصيات تتحول وتتغير أمام أعين القارئ.

    يتم التركيز بشكل خاص على الجوانب النفسية والاجتماعية للشخصيات، ما يسمح للقارئ بالتعاطف والاستمتاع بتطوراتها وتحولاتها، يقدم الكاتب ببراعة رؤية معمقة للمشاكل السياسية والاجتماعية التي تعترض الشخصيات، مما يفتح الباب للتأمل والنقاش حول تلك المشكلات بشكل واقعي ويجعلها جزءًا لا يتجزأ من السرد.

    تمكن الكاتب من رسم لوحة دقيقة للتحولات والصراعات الداخلية التي يخوضها شخوص العمل، مما يضفي على الرواية عمقًا إضافيًا، فهي تتحول إلى دراسة عميقة للعلاقات الاجتماعية والاقتصادية في حقبة العشرينيات في مصر، كاشفةً عن أسرار حياة الناس العاديين والطبقة الغنية وعنصريتها على الطبقة الفقيرة والتحديات التي يواجهانها.

    بفضل استخدامه للوصف الشامل وتفاصيل الحياة اليومية، ينقل الكاتب للقارئ عالمًا مليئًا بالتفاصيل الواقعية والصور البديعة، مما يجعل الرواية لوحة فنية مميزة، تأسر القلب وتسكن العقل.

    ▪︎تمُر الرواية بنا عبر الأبواب الزمنية إلى زمن بعيد، حيث يتحول القارئ إلى شاهد حي على الأحداث البارزة التي تصور مشاهد سباق الخيل بكل روعته وأسراره الخفية، بما يثير الدهشة، ويمتع العقل بكل المعلومات المضافة للرواية عن سباق الخيول وأصول تلك اللعبة الخفية والباطنة.

    نكتشف في أسلوب الكاتب البليغ قدرته على نقل الرسائل الفلسفية والتأملات العميقة حول الحب والأنانية والسلطة، مع إبراز قدرته الاستثنائية على تشكيل الشخصيات وتطورها، وما ينجب عن ذلك من رسائل قوية تترك أثرًا عميقًا في نفس القارئ.

    استخدم الكاتب تقنية السرد بأسلوبٍ فريد في هذه الرواية، فنجح في تقديم الزمن الروائي بمهارة فائقة، حيث تمكن من استحضار الواقعية بموهبته في تصوير لهجة الناس ووصف الشوارع والأحياء بمنتهى الدقة وتصوير حياة البدو، وباستخدام اللغة العربية الجميلة والبليغة، أعاد الأحداث والمشاهد إلى الحياة بطريقة تتيح للقارئ أن يعيش في عالم العشرينيات في مصر، ومن خلال استخدامه للهجة المصرية والحوارات المليئة بالعاطفة، أضفى طابعًا واقعيًا وحيوية فائقة على الشخصيات، ونجح في تمييز كل شخصية، استخدم المصطلحات واللهجة الفريدة لكلٍ منها، ومن خلال هذه الحوارات المشحونة بالعواطف والتعبيرات الشعبية القديمة آنذاك، قدم الكاتب تفاصيل حياة الشخصيات بحرفية كبيرة وبدون مبالغة وتطورها على مر الأحداث، مما أضاف للرواية جمالية لغوية لا مثيل لها، ويوفر للقارئ تجربة غنية وممتعة.

    ▪︎ الرواية تتميز بحبكة متقنة وترابط قوي بين الأحداث، تتداخل الحيوات المختلفة للحبكة بشكل متقن، حيث يتم تقديم الشخصيات الرئيسية وتطويرها بشكل تدريجي. تتقاطع حيوات هذه الشخصيات وتتشابك في سياق الأحداث، ما يخلق توترًا وصراعات داخلية وخارجية.

    يتم استخدام الأحداث السياسية والاجتماعية كخلفية لتلك الصراعات، حيث تظهر تلك الأحداث تأثيرها على حياة الشخصيات وتعزز تعقيد الحبكة.

    الحبكة المتقنة والترابط القوي في الرواية يجذبان القارئ ويحفزانه على الاستمرار في القراءة دائمًا.

    تسير الأحداث بشكل تسلسلي، مما يضفي على الحبكة طابعًا واقعيًا ومثيراً، تتعاقب الأحداث والتطورات بسلاسة، وتندمج القصص والشخصيات الفرعية مع الخط الرئيسي للقصة، يتم تقديم تفاصيل دقيقة درامية في كل مرحلة، مما يحافظ على اهتمام القارئ ويجعله على أطرافه.

    ترابط الأحداث يبني توترًا تصاعديًا، حيث يتفاعل الشخصيات مع بعضها البعض ومع الظروف المحيطة بها بشكل واقعي ومنطقي بما يتناسب مع أوضاعهم.

    يتم تسليط الضوء على العلاقات الشخصية المعقدة والتناقضات النفسية، مما عزز قصة الرواية وساهم في تعميق الشخصيات.

    ▪︎إن غلاف الرواية يتميز بتصميم مذهل يلتقط الأنظار ويستحضر القارئ إلى عالم الرواية ويرمز إلى الشخصيات الرئيسية وإلى محتوى الرواية، يتضمن الغلاف الصورة التي تم التقاطها ووجدها غالب في أول صفحات الرواية، وسليم الضابط الذي تم ترحيله من الخدمة، فلكل قارئ رؤية الغلاف بمنظوره الخاص وبما يراه مناسبًا لما قرأه.

    #بسمة_الجمل

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    مقامرة على شرف الليدي ميتسي

    أحمد المرسي

    صدرت عام 2023

    دار دوّن للنشر والتوزيع

    570 صفحة على أبجد

    نبذة عن العمل:

    ❞ كانوا الأربعة مثل كرات البلياردو، تلاقوا في لحظة خاطفة من الزمن، تصادموا، تقاطعت حيواتهم، ثم ارتدَّ كل منهم في اتجاه. ولم يلتقوا ثانية.. أبدًا. ❝

    البدايات دائمآ تأتى مع النهايات فكثيرا مارأيت مولود يأتى لعائلة بعد موت اخر فيها

    وهنا يكون الأمل دائمآ

    فبعد موت "فوزان" نعرف قصته وحلمه وكيف مات هذا الكهل فقيرا وهو صاحب الخيل الاصلى والبيت والخير ،فيسرد لنا الكاتب عن والده المغدور وعمه الجاحد وأمه اجمل السمراوات واشجعهم فهى من قالت للغول عينك حمراء فى وجهه ولم تخف من سوطه الظالم وان عاشت تنكوى بناره

    وربت فوزان الفارس وليس السايس حتى سعى وراء حمله ولمس النجوم وتركها فى براءة الاطفال لتضيئ لغيره وقابل فى طريق حلمه من ضاعو فى الدنيا وعندما تلاقوا وجدوا انفسهم ففي الحياة لا أحد يربح كل شيء لذلك ❞ يجب علينا أن نتصالح مع الحياة، بكل ما فيها من ألم وخذلان؛ لأن بعض الأماني لا تتحقق، بعض الأماني لا تأتي، ولا نملك إلا أن نتركها ترحل بعيدًا ولا نضيع أعمارنا بالركض وراءها. ❝

    فميتسي حاولت الهروب من الربح ولم تعرف فهربت من كل ما حولها ونجحت

    وسليم حاول الهروب من الدنيا ولم يستطع فواجهها ونجح

    وعايدة شابهت كثيرا الليدي ميتسي فى خسارتها ولكن الحب يفعل حقا المعجزات

    اما مرعي عاش كل ما تمنى فذاق كل ملزات الدنيا وقرر ان يكون هو ..هو فقط مرعى المصري فتعلموا جميعآ ان

    ❞ بعض الأشياء مقدسة؛ لأنه مرَّ عليها الوقت ليس أكثر، نحن لا نولد بأحلامنا، ولكننا نخلقها، ونضيفها إلى ذواتنا، كأنها أجنحة تجعلنا نطير، لكن. من قال إنه لو قُصَّت هذه الأجنحة سنموت؟ ربما استطعنا وقتها أن نرى ما ينتظرنا فوق الأرض، ❝

    اللغة:

    عربية فصحى بديعة حتى يأتى مرعى ويأخذك بغتتآ الى حديثه فتسقط على الارض باكياً من كثرة الضحك وتسمع بعدها لكنه البدو الجميلة لفوزان الفتى الكبير

    الشخصيات:

    عايدة: الرقة والعلم والجمال والمرض والفقد فى أن واحد فترى أمامك زهرة تتعلق على عنقود تبهر ناظرك وهى لا تستطيع رفع نظرها إليك والتفتح من شدة الالم والمرض

    سليم: المحب، العاشق فى محراب عايدة تاره تراه تنازل عن كل شيء لاجلها وأخرى تحتار فى تفكيره أفعل هذا حبا ام شفقة ام غرورآ فى انه يستطيع تولى الأمور بمفرده دون العون من احد

    مرعى: بطل الرصيف والازقه، فهلوى وابن لزينه... وعاشق قديم يحمل على عاتقة جسد محبة قديمة وزوجة وحيدة محترقة بنار الحب والعناد

    فوزان: الطفل الذى سرقة منه طفولته مع ماله ليعمل خادم فى بيته ويرى امه تهان ولا يقدر على رفع هذا الظلم

    ميتسي: تلك الرقيقة التى تحمل داخل قلبها ما لم تستطيع اُمً حمله وهامت على وجهها تبحث عن الحب والونس فقط حتى استأنست بنفسها وتوحدت مع المها لاستمرار الحياة

    رأى الشخصي:

    الرواية بديعة حقا بها بحث زمنى لدقة الاحداث وبحث لغوى لدقة الالفاظ العامية حينها وبحث للأماكن حقا مجهود رائع

    من أجمل المشاهد بالنسبة لى مشهد مواجهة عايدة لسليم بعد تهجم عم فوزان على المنزل

    النهاية:

    جميله جميله جميله جميله جميله على عكس ما توقعت تمامآ

    اقتباسات:

    ❞ بعض الأشياء مقدسة؛ لأنه مرَّ عليها الوقت ليس أكثر، نحن لا نولد بأحلامنا، ولكننا نخلقها، ونضيفها إلى ذواتنا، كأنها أجنحة تجعلنا نطير، لكن. من قال إنه لو قُصَّت هذه الأجنحة سنموت؟ ربما استطعنا وقتها أن نرى ما ينتظرنا فوق الأرض❝

    ❞ يجب علينا أن نتصالح مع الحياة، بكل ما فيها من ألم وخذلان؛ لأن بعض الأماني لا تتحقق يا مرعي، بعض الأماني لا تأتي، ولا نملك إلا أن نتركها ترحل بعيدًا ولا نضيع أعمارنا بالركض وراءها. ❝

    ❞ إني انظر الآن خلفي وكل أملي في الحياة أن أنسى الماضي. ❝

    ❞ صعبة هي الحياة، ومؤلمة، إنها لا تعطينا ما نريده أبدًا، على الأقل لا تعطينا كل ما نريده، ولكن هو الآن يفهم حقيقتها، إن هناك ألمًا لن يزول، ولكن هناك معنى وحيد للحياة يعرفه الآن، وهو تحمُّل المضي عبر الأيام مع الالم ❝

    "انا امرأة اتسول الحب هل يمكن أن تعطيني إياه؟ ❝

    #ريفيوهات_DoaaSaad

    #أبجد

    #مُقَامرةٌ_على_شرف_الليدي_مِيتسي

    #أحمد_المرسي

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    مقدمه:

    - أن تقرأ رواية تدور أحداثها فى أوائل القرن الماضي فهذا ليس بجديد. أن تحتوى الرواية على مفردات هذا الزمن فهذا أيضاً ليس بغريب. أما أن تقرأ الرواية بحوار هذا الزمن ومصطلحاته الشعبية الدارجة التى اندثر أغلبها ولم تعد مستخدمه فهذا يعني انتقالك إلى الوراء لأكثر من مائة عام وأنك تعيش أجواء الرواية بكل حواسك. الحوار فى الرواية من أكثر نقاطها قوة بدون شك.

    - الاحساس بالزمن فى هذه الرواية على أعلى درجة من التميز. شخصياً تفاجأت بهذا القدر الكبير من الروعة والجمال وأنا أقرأ أحداث الرواية. أنا كنت أشعر أنى أعيش هذا الزمن كأننى أحيا فى تلك الفترة الزمنية. هذا إن دل على شىء فهو يدل على موهبة الكاتب الكبيرة. من يستطيع أن يأخذك من عالمك الذى تعيش فيه ويرحل بك إلى زمن أخر بهذه السلاسة والروعة فهو كاتب يستحق كل التقدير.

    - هذا ليس كل شىء بالطبع. هناك الشخصيات المرسومة بكل عناية وبتفاصيل دقيقة جداً. أيضاً الحبكة والسرد الأكثر من رائع. الحقيقة هذه الرواية مكتملة الأركان بالنسبة لي. لم استطع ايجاد ثغرة ما أو نقطة سلبية عكرت صفو قرائتى لها.

    - باختصار هذه رواية مكتوبة بمزاج عال جداً وباتقان كبير والجهد المبذول فيها واضح ولا يحتاج لأى تعليق.

    - لن أسهب بذكر تفاصيل عن الرواية كما هى عادتى حتى يستمتع بها من يريد قرائتها بدون أى كشف ولو بسيط لأحداثها. أما من قرأها مسبقاً فسيفهم ما أردت توصيله من هذه المراجعة.

    ----------------------

    لماذا يطارد الانسان أمنيات هو أول من يعلم أنها لن تتحقق ؟ ربما هذا يمنحه أمل ما - حتى لو كان زائفاً - بأنه يستطيع يوماً ما أن يصل لغايته. فى الحقيقة هو يطارد سراب طيلة الوقت. هناك أمنيات وأحلام من الأفضل للانسان أن يتركها ولا يحاول مطاردتها حتى لا يخسر ما يملكه فعلياً ويندم بعد ذلك أشد الندم.

    هذا باختصار هو مضمون الرواية. جميع أبطال الرواية يطاردون وهماً وسراباً طيلة الوقت ظناً منهم أن هذا سيعيد الماضي الذى ذهب بلا عودة أو سينقذهم من وضع مزرى يريدون الخلاص منه بأى ثمن أو سيجعل لهم قيمة ما فى المجتمع أو سيكون سبباً فى الحفاظ على أحبائهم واثبات أنهم قادرون على حمايتهم وهم فى الحقيقة يدمرون كل روابط هذا الحب دون أن يدروا.

    طيلة الرواية نحن نلهث معهم فى هذه السباق الوهمي الذى يخوضه كل منهم. نصل معهم لخط النهاية ، هل فازوا حقاً وحققوا ما كانوا يسعون خلفه ؟.

    الرواية تُوصل رسالة أخرى مهمة جداً. الحرية دائماً وأبداً أثمن من رغيف الخبز. أثمن من الفتات الذى تعيش عليه والذى تحني جبهتك وتدهس كرامتك فى سبيل الحصول عليه. فى لحظة فارقة عندما تختار حريتك وكرامتك ستشعر بأنك انسان حر بكل معنى الكلمة. ستحرر نفسك من قيد الوهم والسراب الذى تطارده طيلة الوقت.

    جميع عناصر الرواية من السرد والحوار والحبكة والشخصيات فى قمة الروعة. كل شخصية مكتوبة كأنها حية أمامك بكل ضعفها وقوتها ويأسها ومشاعرها المختلطة.

    نهاية الرواية هى الأخرى حدث ولا حرج عن جمالها وملائمتها لسير الأحداث وطبيعة كل شخصية وظروفها.

    فى الحقيقة كما ذكرت فى المقدمه لم استطع أن أجد أى شىء سلبي يخص هذه الرواية. استمتعت بكل لحظة قضيتها معها وهذا ما يكفينى ، فلهذا السبب تُكتب الروايات ولهذا السبب أيضاً نقرأها.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    رواية رائحتها الموت، وطعمها الندم، وملمسها الأمل.

    مزيج عجيب من المشاعر جعلها مدهشة، حقًا رائعة، من أجمل ما قرأت في حياتي.

    أسلوبها سلس لا يمل منه أبدًا ولغتها جيدة، الحبكة قوية وكذلك عنصر التشويق، عناوين الفصول جذابة والبداية والنهاية موفقين.

    أن تقرأ أفكار وحوار بلسان مرعي ثم تنتقل للأفندي ومن بعده عايدة وفوزان، ميتسي الأجنبية وتصرفاتها التي لا تليق سوى مع الأجانب، ولكل منهما صوت مختلف، لهجة مختلفة تليق ببيئة كل شخصية.

    تفاصيل مصر في الماضي، الملابس والألفاظ، الأسماء، والأماكن، ونفسية أهل مصر. مجهود يُحترم تطلب الكثير من العمل ليصل إلينا بهذا الشكل.

    ربما لن تعرف إن كانت النهاية حزينة أم سعيدة، والنهاية هي البداية باختلاف الأحداث والتفاصيل التي ظهرت للقارئ .. لكن ما وصلني أن الرواية حياة.. لن تكون وردية أو قاتمة، تلك صورة غير واقعية بالمرة عن الحياة، والرواية حياة لذا، لا أظن أنني أرى نهاية مقنعة أكثر من تلك.

    تنقل الكاتب بين الماضي والحاضر ببراعة، حكى عما سيحدث مع فوزان فور عودته وقتما كان مع الأفندي ومرعي بطريقة لطيفة، لم أشعر بأي هفوة قد تعكر مزاجي وأنا اقرأ.

    أعجبني استخدامه لكلمات ذاك الزمن، لا يهم إذا لم نفهم كل كلمة، يخل بالرواية إذا كُتبت بألفاظ اليوم!

    وإذا ترُجمت الكلمات في نفس الكتاب _وحدث ذلك في بعض الأحيان_ ربما سنحصل على كتاب أكبر من حجمه دون فائدة، وتقل المتعة!

    لم أرى في هذا مشكلة بل كانت نقطة قوة.

    تأملات وتساؤلات، رسائل ومعلومات وانطباعات...

    من أولى الصفحات والكاتب يسلط الضوء على روح مدمرة، تركض وراء السراب، يحركها الندم واليأس.. مهد لنا بمشادة في الصحراء حكاية السلاح.. أن الطلقات في حوزة الأفندي، رغم أنني لم أشعر بأي خطر لحظة أخذه اياها، فقط قلقت من مرعي.

    لم تكن صدمة، كان كل شيء ممهد، لدرجة أنني لم أعد أعرف حقًا سيعيش! توترت وظننت أن كل شيء أنتهى، عكس توقعاتي في بعض الأحيان مع الروايات الأخرى.. هذا بطل سيعيش، ويعيش. تلك شخصية ثانوية انتهت، وتنتهي. أما هنا الأمر مختلف. وأعجبتي

    لا أعرف أهذا كان مقصودًا أم لا، لكن هل كان فوزان متأثرًا بالأفندي لتلك الدرجة حتى يترك شارب رفيع ويبقى الحزن على ملامحه مثل سليم!

    إن كان هذا موجود فسليم لم يُنسى بموت عايدة، كما كان يظن، هو موجود، وإن حتى كان في صورة وسط أوراق بالية في منزل فقير في قرية وسط الصحراء.

    اسم الرواية من صلب الموضوع، والغلاف يليق بها.

    أحب الاجتماعي، وأحب تلك الحقبة من الزمن، وأسلوب الكاتب مميز⭐⭐⭐⭐

    بجدية أفكر في الاطلاع على بقية أعمال الكاتب.

    تفاصيل كثيرة شدت انتباهي، ربما نسيتها الآن، تحتاج لتدوين ومناقشة طويلة لهذا العمل، أن نستمع للكاتب ونحلل الأفكار لنستخرج ما بين السطور.. أحب هذا.

    ●الاقتباسات●

    ❞ هناك لذة تكمن في انهيار كل شيء، ربما أمل للبداية من جديد. ❝

    ‏❞ كيف كان موهومًا إلى تلك الدرجة، هل تستحق الأمنيات البعيدة كل تلك المخاطرة؟ هل تفعل الهشاشة كل ذلك؟ هل يمكن أن تخرب أمنية حياة إنسان؟ لماذا لم يقتل تلك الأحلام من البداية؟ لقد كانت كل الدلائل تقول إنه لا ❝

    ‏❞ هناك معنى وحيد للحياة يعرفه الآن، وهو تحمُل المضي عبر الأيام مع الألم ❝

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    مقامرة على شرف الليدي ميتسي..

    رواية الأمل الذي يلهي عن الألم..

    رواية حية.. صوت وصورة... رائحة وطعم وحركة.. كفيلم سينيمائي بالابيض والاسود... حية حتى لكأنك تسمع حوافر الخيل في مضمار السباق... صهيلها.. حمحمتها .. وسعال عايدة من خلف بابها .. ضجيج الاتوموبيلات في الشوارع..قرع الكؤوس وضحكات الخواجات... تشم رائحة التبغ كلما اشعل مرعي وسليم السجائر...رائحة عطور البكوات والهوانم.. رائحة اسطبلات الخيل والتبن والعلف ... رائحة زيوت المصابيح... تحس ارتعاشة قلوبهم المتوترة جميعا في قلبك .. ويكسوك حزنهم.. يندفع الادرينالين في عروقك في مضمار السباق مراهنا على شمعة... وفي سباق الاحداث مراهنا على انتصار الامل...

    اربعة ابطال..وقليل من الشخصيات الفرعية... الاربعة تتداخل اقدارهم.. وكل شخصية منهم انعكاس لشخصية آخر.. او امتداد لنفس القدر.. فوزان هو ونيس في زمن اخر.. خوف سليم من الفقد مستقبل كان ماض لميتسي ومرعي... حقيقة سليم المجسدة في مرعي المصري... شخصيات تنظر لبعضها عبر مرايا عاكسة... مرآة الزمن.. مرآة القدر.. ومرآة الحقيقة... الحزن النبيل لسليم... تناقض مشاعر مرعي.. براءة وجسارة فوزان.. هشاشة وتوتر ميتسي... رقة وضعف عايدة.. جبروت العم.. ودموع الام.. ونيس السوداني العجوز.. لكنته الطيبة وحكمته التي ذكرتني بالشيخ السوداني في مسلسل الخواجة عبد القادر..

    الحوار العامي المتباين باللكنات السائدة في ذلك الوقت ما بين عامية سليم وعامية مرعي وعامية فوزان وعامية ونيس.... جعل الحوار حيا كانك تسمعه باذنك لا تقرأه بعينك

    الظلال التي رسمتها الاضاءات الخافتة للشموع والفوانيس اضفت سحرا ورقصا حزينا على اللوحة الناطقة تماما كظلال الذكريات التي تراقصت امام اعينهم... كان الانتقال مابين الحاضر والذكرى. ناعما جدا.. سينيمائيا جدا ... وموجعا جدا...

    انت امام رواية تستنفر كل حواسك وتشدك اليها شدا..

    هناك مشهد ولادة المهرة.. ومافيه من الم وامل يتبعه مشهد انقاذ الفتى الذي كاد يموت من البرد منكمشا كجنين ومافيه من الم وامل...

    هناك الحديث الدائم عن غرور الرجل الابيض في فرض وصايته على العالم وكأنه خلق أبا للخلق أجمعين... عنصريته... ماديته... ازدواجية المعايير لديه ولا منطقيته...

    هناك التناغم والحوار الروحي بين الفرس العربية الاصيلة وفارسها البدوي.. حتى لتحس ان شمعة هي احد شخصيات الحكاية...

    هناك رواية عن الحرية.. حرية الخيل.. حرية الانسان .. و حرية الوطن... عزة النفس والكرامة المختنقة.. غربتهم ( الخيل.. الانسان والوطن) في دنيا لاتلائمهم...

    هناك نقاء الصحراء واتساعها.. وزيف المدينة وضيقها..

    هناك قصة ميلاد هليوبوليس التي أحبها انا جدا ... طفولتها.. شبابها.. تحولات جرت عليها وتجاعيد رسمت على وجهها عبر الزمن...

    هذه رواية عشت احداثها اياما واحببت شخوصها بتناقضاتهم البشرية..واماكنها المتباينة.. وحوارها الرائع... حتى نهايتها كانت مرضية بالنسبة لي وبالتاكيد تركت في روحي اثرا كما تفعل كل القراءات الجميلة التي تشبه حقيقة الحياة بين الم وامل...

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية مغامرة على شرف الليدي ميتسي

    من البداية وأنا أعلم أن الرواية جميلة، فهي لم تدخل في القائمة الطويلة للبوكر العربي فقط ولكن الكثير من الأصدقاء رشحوها لي!

    لغة السرد هي الفصحى - أما الحوار فكان بالعامية المصرية التي كان يتكلم بها الناس في أوائل القرن العشرين - وقد كان الكاتب موفقاً جداً في اختيار الكلمات والتعبيرات التي كانت تعكس ما كان يقال في هذا العصر!

    أسلوب القصة كان فريداً ولطيفاً والأحداث كانت انسيابية وطبيعية جداً بحبكة ممتازة - رواية جوائز من الطراز الأول أبدع الكاتب فيها في الأسلوب واللغة سرداً وحواراً !

    أحداث الرواية في بدايات القرن العشرين واستطاع الكاتب أن ينقلنا إلى هناك باللغة واللهجة التي استحضرها من هذه الفترة وبالأحداث والوقائع التاريخية والتي كانت في خلفية مشاهد هذه الرواية الجميلة!

    الشخصيات عددهم قليل وتم بناءها بصورة جميلة - فها نحن نستشعر الظروف التي أحاطت بهم ومواقفهم وما سبب تصرفاتهم وتغير شخصياتهم كلما تعمقنا في الرواية! والوصف كان بديعاً حتى لنشعر أحياناً أننا نرى ونسمع ما يراه ويسمعه أبطال الرواية!

    القصة عن سليم أفندي والذي يكافح من أجل أن يتحصل على بعض الأموال لكي يعالج زوجته المريضة وكيف تقاطع مشواره مع "مرعي" الذي يعمل في نادي الرهانات وكيف تعرف الاثنان على الليدي "ميسي" التي تحاول هي الأخرى أن تجمع أشلاء نفسها بعد موت ابنها !

    اقتباسات

    "كان تجسيدًا لمفهوم الموت بلا قيمة، هل هناك موت بقيمة حتى يكون هناك موت بدونها؟ إن الحياة ذاتها عبث بلا هدف، إنه مثل الديك المذبوح؛ يرفرف وجسده يرتد بلا إرادة منه يمينًا ويسارًا بلا غاية؛ إن ما يحركه ليس روحه، ولكن طلوع روحه"

    "إن هؤلاء الذين لم يصلوا لأمانيهم يعيشون طوال حياتهم وهم يجرُّونها وراءهم، كمن رُبِطَت فيه جثة"

    "لقد جرَّب أن يلعب النطة على قوانين الدنيا بالفعل، واكتشف أنه مثل بقية البشر يحتاجون فقط لمن يلفت انتباههم لذلك، اكتشف أنه كالبقية يملك نفسية مقامر، ورغباته، ذلك الشيطان بداخله الذي يحركه، إن الجميع كذلك، من منا لا يهوى المجازفة بكل شيء لاختبار قدره"

    "إن هناك لذة تكمن في انهيار كل شيء، ربما أمل للبداية من جديد."

    "لقد ظنَّ أن الموت سيكون عقابًا، ولكن الموت لم يكن عقابًا بل الحياة!"

    "الحقيقة أن أثمن الأشياء التي يجب أن نبحث عنها هي في أيدينا بالفعل، وحتى الأمل يجب أن نقبله؛ لأن الحياة ما هي إلا مزيج بين فرح وحزن، ووصل وفقْد.. أما إن بحثنا عن تلك السعادة الخالصة فما هو إلا سعي سيكلل بالفشل"

    رواية رائعة وأرجو لها الفوز!

    #فريديات

    #البوكر_العربية_٢٠٢٤

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    اسم الكتاب مقامرة على شرف الليدى ميتسى

    الناشر دار دون للنشر والتوزيع

    المؤلف أحمد المرسى ( صحفى مصرى ) ( نحفظ الاسم لأنه شرف وفخر للقارئ المصرى )

    النوع الأدبى روايات إجتماعية

    عدد الصفحات ٣٥٠ تاريخ النشر يناير ٢٠٢٣

    جوائز وصلت للقائمة الطويلة البوكر ٢٠٢٤ ( البوكر هى الل كسبت ابننا عامل تحفه فنية تخلد فى تاريخ الادب سواء اخد جايزة ولا لا )

    تقييمى الشخصى ٥ نجوم ( ليه مفيش تقييم ١٠ من ٥ كنت محتاجاه للرواية )

    الأبطال ١. سليم حقى ضابط متقاعد لأسباب سياسية ( راح فى طوكر عشان يحيا ويعيش) وزوجته عايدة ( المزيونة كيف هلال اتناشر)

    ٢. مرعى المصرى سايس خيول متخصص فى خيل السبق وسمسار مراهنات

    ٣.فوزان الطحاوى ولد بدوى و صاحب المهرة شمعة بنت يلدز

    ٤ . ميتسى سيدة إنجليزية أرملة لثرى مصرى و المالكة للفرس شمعة بغرض إدخالها السباق

    الأحداث تبدأ الرواية بمقولة هى المحرك الرئيسى لدوافع الأبطال الأربعة" الأمنيات التى لم تتحقق هى أصل عبودية كل إنسان " وبصورة فوتوغرافية وجدت مخبأة فى حاشية مرتبة سرير المتوفى فوزان الطحاوى تجمع الأشخاص الاربعه والفرس ، ونعيش من خلالها بالفلاش باك قصة كل شخص فيهم وكيف ولماذا جمعتهم رغبة المراهنة على سباق الخيول ولم كانت أمنيتهم بالفوز عبودية لهم وماهو الصراع بين الحياة والموت الذى يجرى فى قصة كل واحد فيهم بأحداث شديدة المتعه وبسرد قوى الحضور ومفاجآت جميلة ومعلومات عن الفترة التاريخية وعن الخيل ثرية ومدهشة وبفوز الفرس وخسارتها الذى تسبب بفوز وخسارة الأبطال بصورة عكسية وليست طردية وبنهاية ترضى القارئ والأبطال معا ستعيش أحداث قلما تجدها فى عمل فنى بهذه الروعة و الاحترافية والانبهار .

    الإيجابيات ١. كاتب متفوق مذاكر كويس قوى عن الخيل والسباقات والمراهنات والفترة التاريخية للنص وواقع الحياة الإجتماعية والسياسية والاقتصادية والمصطلحات السائدة ومحترف فى دمج التفاصيل الل بين الكواليس وفى قدرته أنه يعيش القارئ بين الأبطال والأحداث وسلاسة ومرونة الإنتقال بين الأزمنة ، بناء وإخراج متكامل للرواية ، سرد عبقرى يجمع بين العامية والفصحى وبين لهجات متنوعة ، رسم مفصل واضح قوى للشخصيات وتوازن بين المستوى العقلي والمشاعر والأفعال الناتجة عن الشخصيات حبيتهم كلهم الحقيقه حتى زينب ووالدة فوزان .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    " لسه الأمانى ممكنة "

    لكن أحمد المرسى بيقولك مش كل الأمانى سهل تحققها 👇🏻👇🏻

    📌إن الأمنيات مثل خيول 🐎السابق، يمكن أن يعيش الإنسان طوال عمره يراهن عليها ، وهو يعلم أنه سيخسر، لكنه لا يملك مع شوقه للفوز إلا أن يفعل ذلك، دون أن يفقد الأمل.

    فيه أمانى خطرة وفى الإصرار للوصول ليها

    هتتعب وتتعب غيرك لكن لو استسلمت من البداية وبصيت للى فى ايدك 🤚🏻فى الحال وما طوعتش دماغك 🤔اللى مسوحاك فى بعض الأيام ممكن تلحق تحقق جزء منها

    📌هل يمكن أن تخرب أمنية حياة إنسان❓

    هل تستحق الأمنيات البعيدة كل تلك المخاطرة❓

    بس الإنسان بيحب ساعات يصعب على نفسه الأحلام زى ما عمل صاحبنا " سليم " قرر ياخد أبعد طريق وكله علشان الإيجو بتاعه هيضيع

    ولا " مرعى " اللى أحلامه كلها فهلوة فاكر شطارته وشغل البهلوانات هينفعه ويطول فى يوم النجوم ويبقى من ذوى الأوتوموبيلات يعنى هو ما يشبهش هو كمان شوية ترويق على نفسه وتظبيط ويبقى من أحسن البهوات اللى مغرقين السرايات..

    عايز تحضر سباق 🐎 وتدخل المضمار وتنزل تشوف بنفسك الرهانات يبقى ادخل رواية مقامرة 🎰 على شرف الليدي مبتسى

    هترجع للخلف سنين كتير كتير ١٩١٩ والإنجليز المحتلين بس ملناش دعوة هنا بالسياسة الكاتب خدنا فى حتة تانية وشغلنا بها هتحس نفسك قاعد فى وسط المراهنين ومتحمس للسباق بس افتكر أنك بتتفرج بس ومتدخلش فى الرهان 😄

    شجع معانا من المدرجات ياترى الفوز لأى حصان 🐎 واسمع قصص المراهنين هتلاقى منهم الغنى والفقير

    اللى داخلها تسلية ولعب وهزار وكله من فلوس Papa 👴🏼

    واللى داخلها على أمل الفوز وشقلبة الحال 🤲🏻

    📌 خيل 🐎 بتجرى ونفوس جعانة.

    ومن خلال الشخصيات هتعرف كل واحد أحلامه كانت ايه وياترى وصلها ولا خسر الرهان وراحت الأحلام

    📌أصبحت أرى أن الحقيقة المؤلمة أفضل بكل السبل من الوهم المريح.

    رواية جميلة الأجواء حسيت أنى دخلت فى عالم " سليم ومرعى وفوزان " شوفت الشوارع واتكلمت معاهم بطريقتهم ولهجتهم واستعملت مصطلحتهم ومش بعيد تصيبك عدوى من طريقة كلامهم 😁 مشاهد مرسومة ولا كأنها لوحة 🎨

    وبالرغم أن القصة بسيطة لكن الأجواء العامة والشخصيات عاملوا حالة حلوة اتبسطت بها 💙💙 حسيت أنى بتفرج على كلاسيكيات الأفلام 💙

    #مكتبة_دنيا

    #قراءات_٢٠٢٣

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    الكاتب: أحمد المرسي

    -دار النشر : دار دون للنشر و التوزيع

    -سنة النشر : 2023

    -تصنيف الرواية : تاريخية / اجتماعية

    -اللغة : فصحي و في الحوار كان عامية حتى نعرف بشكل أوضح عن لغة الحوار في هذا العصر و نعرف المصلحات المستخدمة في الحياة اليومية و هذا يجعلنا نعيش داخل هذه الحقبة الزمنية بلهجته و أسلوبه.

    -السرد: كان سلس و قوي و ليس به أي ملل.

    -الحبكة : كانت سريعة و جذابة و تجعلنا ننهي الرواية في وقت قصير.

    -الشخصيات : رسم الكاتب الشخصيات بشكل رائع و راقي جدًا و مشوق و الأهم إن الشخصيات مختلفة لكن ما يربطهم هي الأماني التي في قلوبهم.

    🔴نبذة عن الرواية :

    تأخذنا الرواية إلى عصر بعيد سابق في مصر نعرف من خلالها حال الحياة اليومية فيها حيث الملوك و الملكات و الطربوش و الناس البسيطة في ظل بيئة مختلفة عن عصرنا هذا.

    و نعرف من خلالها الرتب العسكرية في هذا العصر و جاء النصيب الأكبر في الرواية لسباقات الخيول العربية و أهم القوانين فيها في هذا الزمن و هي كانت مكسب للرزق في هذه الفترة.

    🔴اقتباسات :

    ❞ يجب علينا أن نتصالح مع الحياة، بكل ما فيها من ألم وخذلان؛ لأن بعض الأماني لا تتحقق يا مرعي، بعض الأماني لا تأتي، ولا نملك إلا أن نتركها ترحل بعيدًا ولا نضيع أعمارنا بالركض وراءها.

    ❞ لقد لجأتُ طوال حياتي إلى الطريق الخطر الأسهل، ولم أفهم أبدًا أن أملًا أحمق غير معقول ما قد يضيع كل شيء، وأن الأحلام لا نصل إليها بالمخاطرة. ❝

    ‏❞ ‫ غريب هو الإنسان، قد يعيش حياة كاملة، وبنهايتها يتمنى لو أنه محاها. ❝

    🔴ما أعجبني في هذه الرواية :

    -الإسقاط على حكم الإنجليز على مصر من خلال سباق الخيول.

    -استخدام الكاتب الألفاظ و اهتمامات الناس في هذا الوقت كان أكثر من رائع و انا عرفت من خلال الرواية أكثر عن حال الناس في هذا العصر.

    - و التشبيه بين الأمنيات و سباق الخيول كان موفق جدا.

    -وجود الهوامش لبعض الكلمات الأجنبية و الألفاظ الغير مستخدمة الآن حتى نفهم و تصل لنا الفكرة بشكل واضح و ممتاز.

    - الفلاش باك من اكثر المميزات في هذه الرواية و كان متقن جدا و كأننا نرى الاحداث بشكل مباشر و ليس نقرأه.

    - اتمنى الرواية تتحول لعمل سينمائي.

    🔴التقييم : 5/5

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    لن ينجو قارئ/ة من تأثير هذا النص. كيف ينجو من وقف على عتبة أحمد المرسي عابراً ؛ فيفتجئه بموت فوزان الطحاوي بلا أمنيات ؟! كيف تأجج الفضول ؟!

    ربما تشابهت عتبته بعتبة غريب ألبير كامو ؛إلا أن الرحلة هنا مختلفة ، تَذْكَرتها صورة مؤرخة بعام ١٩٢٠م ، أي مايقارب العام بعد الثورة المصرية على الإحتلال البريطاني. كيف تنامى الشغف ؟!

    تنطلق ؛ والتساؤلات تُسابق الزمن إلى خط النهاية ، مضمارها حوار عاميّ يجري على السرد الفصيح بانسيابية ورشاقة ، وسياجها تفاصيل نُسِّقت بعناية وتراصت بدقة خبير.

    من منظوري ؛ يقامر المرسي بشخصياته في مشاهد الحب والحرب، الرهانات والنزاعات، الإنتصارات والخيبات، الدموع، الكبرياء، الأمنيات، اليأس وتجديد الأمل بمزيد من المحاولات ، مع ذلك لم أراها إلا رموزاً يتوارى خلفها تاريخ النضال السياسي بين المحتل الانجليزي وحزب الوفد المصري بعد خدعة الإستقلال الوهمي على إثر ثورة ١٩١٩م ، فجاءت عايدة الوطن والإنتماء الحر لزوجها سليم حقي الذي يتكبد عناء تحريرها من مرضها ويراهن على أمل الشفاء ،وجاء مرعي الشعبي المصري المنهك باستسلامه وكبريائه المهزوم وقلة حيلته، لكن زينب التي ينتمي لها ؛ تلكز ضميره، تستنهض شهامته وتوقظ ما مات فيه .أما ميتسي الإنجليزية ؛ فكانت تراهن على فوزان المستقبل وتمتطي شمعة الحرية بثقة الرابح الأبدي. حتى التنقل بين القاهرة المقهورة بالإحتلال و عنفوان جزيرة سعود الجامح ؛ كان رمزاً من رموز الصراع والأحداث التي اجتمعت تراهن على عايدة وتدور حول حالتها بشكل أو بآخر.

    لقد أضاف الكاتب إلى المكتبة العربية ، بل إنه يتقدم إلى مدارج العالمية بهذا النص القوي ، لذا ؛ كانت العلامة الكاملة امتناناً مني لقلمه وجهده ومتعة مقامرته.

    #مقامرة_على_شرف_الليدي_ميتسي🌸

    #أحمد_المرسي🌸

    #مما_قرأت🌸

    #إيمان_بدر🌸

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    مشروع قراءة القائمة الطويلة لبوكر ٢٠٢٤

    ثاني كتاب في القائمة، وقع الاسم مني موقع الاستغراب وخلاني مترقب انها تكون رواية معقدة أو مش مفهومة...

    الحقيقة كانت العكس تماما، رواية أكثر من رائعة بالنسبة لي لسببين، الأول هو زمن الرواية، أنا بحب جدا فترة الخمسين عاما الأولى من القرن العشرين، وتحديدا الفترة مابين الحرب العالمية الأولى والثانية، بحس إن الحياة كانت جميلة في هذه الفترة اللي كانت حلقة وصل ما بين عصرين، البخاري والنووي، وبالتالي أحداث الرواية في العشرينيات جعلتني أحبها من أول سطر.

    السبب الثاني، أن الرواية تناقش فكرة خارج حدود الزمان، تنطبق على الحياة عموما وليس فقط على ابطال ووقت الرواية، فكرة التعلق بالأماني والعيش من أجل أمل كاذب.

    أبطال الرواية جمعتهم مراهنات سباق الخيل لأسباب مختلفة، ولكن كان الدافع لهم واحد، الفوز، الفوز ولو لمرة واحدة كان بالنسبة لكل منهم هو الأمل والهدف الذي كان كل منهم يظن أنه سيكون التحقيق لغايته في الدنيا، ولكن بعد التضحية والتعب، وجدوا أن الوصول للهدف كان هو أكبر خسارة، وأصبح الفوز في سباق الخيل هو الهزيمة في سباق الحياة.

    الفكرة تستحق الوقوف معها، والتفكير في أهداف كل شخص من الحياة، الفكرة اللي عند كل أنسان إن لو حصل 'كذا' هيكون حقق هدف حياته ويعيش مرضي ومبسوط باقي أيامه، لكن الحقيقة أن الحياة أكبر وأعمق من كده بكتير، لازم الانسان يكون عنده أهداف متعددة ومتلاحقة، ويكون مرتب جهده وسعيه على تحقيق هدف ليكون محطة ونقطة انطلاق للهدف الذي يليه، من يعيش لهدف أوحد، مصيره سيكون محتوم بالسعي حتى آخر يوم في عمره، أو الشعور بالفراغ والاحباط بعد تحقيق هدفه. خصوصا لو كان الهدف في حقيقته سراب، زي ما حصل لأبطال الرواية.

    محمد متولي 

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    لا أعرف ما ينبغي لي أن أكتب، هل أكتب كم بكيت على سليم؟ كم بكيت على ميتسي؟ مقدار حزني وشفقتي على مرعي؟ أم خوفي وقلقي على فوزان وشمعة؟

    في رواية بديعة ما بعد عام ١٩١٩، نرى فيها كيف كان الاحتلال يتوغّل في كل جزء فينا، يحتقرنا، يرى نفسه المنقذ للإنسان العربي الغير متحضر، في مشهد واحد استطاع أحمد المرسي أن يعبّر عن تفكير الرجل الأبيض في العرب، محرد شخص يرى نفسه وصي على العالم، وما هم الا لصوص وقتـ..لة

    رواية بديعة، عشت معها بعض أيام وساعتين من هذه الليلة، لم استطع أن اتركها عندما بدأ التشويق فيها، كم أحببت عايدة، عايدة التي ما كانت تريد إلا زوجها جوارها، زوجها الذي لم يرى حبّها وظل فقط يرى نفسه ويطارد سراب "يجب أن أفعل شيئًا لأشعر أنني استحقها" ظنا منه ان هذا هو الحب، ولكن أكثر ما أعجبني هو تمسك سليم بكل الأمل في حياة زوجته

    وعلى جانب آخر صدمتني حكاية مرعي وزينب، كيف حدث ما حدث في النهاية؟ كيف استطاع أحمد المرسي أن يفعل ذلك!

    لم أستطع أن اغالب دمعي مع فوزان، ذلك الطفل الصغير الذي وجد نفسه فجأة في وسط صراعات اللوترية وتذاكر الرهان وهموم سليم وعايدة وقسوة مرعي وكِبر هليوبوليس..

    رواية رائعة استطاع فيها الكاتب أن يجعلني أعيش مع كل شخصية على حدى، أحبها، أتعاطف معها، أراني فيها، وأتمنى ان يجدوا ما يتمنون، متجاهلة انها مجرد رواية، ولكني عشت معهم، وتمنيت لو أن الرواية أطول..

    تقييم ٥/٥ لإنها أصبحت من روايات المفضلة ❤️

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    لا أصدق أنني أنهيت هذه الرواية في أربع أيام فقط، أنا التي لا أكاد أجد وقتًا لنفسي نظرا لكثرة المشاغل ناهيك عن كوني أعاني منذ وقت طويل من "بلوك" الروايات...

    أعلم أن كتابة الرواية التاريخية "طبخة صعبة" يصعب ضبط مقاديريها و "مجازفة خطرة" ، خاصة إذا كانت العمل الروائي الأول لصاحبه، كما شبهها الكاتب نفسه في إحدى منشوراته على الفيس بوك "هي أشبه بقيادة سيارة في منحدر صعب جدا". لقد نجح الكاتب في رسم ملامح تلك الحقبة الزمنية التي رغم قسوتها تبقى قريبة إلى قلوبنا جميعا، فكان المشهد مكتملا! كم كنت محظوظة بفهم كل تلك اللهجات المختلفة رغم كوني " جزائرية"، كيف لا و أنا عاشقة لكل ماهو مصري ومتشبعة بالفن والأدب المصري، خاصة بعدما زرت مصر..

    ما أعجبني حقا، أن الكاتب وظّف التاريخ لصالح الرواية وليس العكس، فلقد كانت لي تجارب سابقة مع روايات صنفت "تاريخية" لكنها لم تزد عن كونها حشوًا وسردًا لأحداث تاريخية أراد أصحابها "بالعافية" أن يضعوها في قالب روائي .. نقطة أخرى تحسب لهذه الرواية وهو الحوار الذي رغم كثرته لم يزعجني ابدا بل بالعكس، خدمواارزاية بشكل جميل جدا..

    سأذكر مرعي المصري (أكثر شخصية أثرت بي) وحقي افندي و فوزان الطحاوي والجواجاية ميتسي، والست عايدة الذين أتوا من بيئات مختلفة، لكن جمعهم القدر كما جمعتهم "أمانيهم المستحيلة"...

    رواية جميلة جدا، لا أصدق أنها المولود الأول لكاتبها! برافو بحق 🌷

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    مقامرة على شرف الليدي ميتسي

    رواية لأحمد المرسي

    سليم أفندي حقي الضابط السابق المرموق..

    مرعي المصري السبقجي النصاب..

    الليدي ميتسي السيدة الإنجليزية الحزينة..

    فوزان الطحاوي الصبي البدوي المهضوم ..

    تتقاطع مصائر الأربعة في قاهرة ١٩٢٠ م .. في زمن الاحتلال الإنجليزي و ما بعد ثورة ١٩١٩م .. في زمن البكوات و البهوات و الأفندية و الصعاليك .. في زمن المقامرة و سباقات الخيل.

    رواية ممتازة .. تتميز بالتكثيف و البعد عن الإسهاب و الوصف المبالغ فيه ..

    الثلث الأول الذي نتعرف فيه على شخصياتنا و تبدأ فيه الأحداث محكم البناء و مشوق.

    الثلث الثاني جيد لكن شابه بعض الملل و ركود الأحداث.

    أما الثلث الأخير فتصل فيهالأحداث إلى ذروتهاو يرتفع الأدرينالين مع صهيل الأحصنة و شهقات المقامرين في سباقات الخيل.

    للرواية مزية خاصة و هي في رأيي أفضل مزياتها.. الرواية أثبتت ببساطة أنه يمكن تأليف عمل روائي محكم البناء و الشخصيات و الأحداث و كذلك هو مثير و مشوق ..بل و يتم ترشيحه لجائزة دولية مرموقة (البوكر العربي)..دون أن يحتوي العمل على لفظ مخل او مشهد غير لائق واحد .. و في هذا رد بليغ على بعض أصحاب الأذواق المختلة الذين يبررون هذه المشاهد و الألفاظ أنها ضمن السياق الدرامي ولا يمكن الاستغناء عنها.

    فشكرا للكاتب أحمد المرسي على هذه الرواية الراقية و في انتظار عملك القادم بشغف كبير .

    التقييم 4.5/5

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    الرواية تجسد جمالاً فنياً مدهشاً وإبداعاً استثنائياً، مع شخصيات قوية تتميز بأقدارها المميزة وتصاعد الأحداث بشكل مثير. تثير التأمل في معاني الحياة والموت، مع تركيز على قبول الألم كجزء من الحياة والتمسك بالحاضر. الرواية تقدم رحلة مثيرة في عالم الرهانات والتحديات في مصر خلال العشرينيات، مع تعقيدات شخصياتية تبرز العلاقات الإنسانية والصراعات الطبقية.

    اللغة متنوعة وغنية مع تميز لغة كل شخصية عن الأخرى. يظهر المجهود الكبير وراء إبداع هذه الرواية، والتي لا يمكن أن تتحقق دون دراسة وعمل دقيقين

    جمعت الحبكة الأربعة شخصيات رئيسية في مواجهة بعضها البعض في سباق مليء بالتشويق والتحديات.

    1. "فوزان": الصبي الفقير الذي يجد نفسه مجبرًا على خوض سباق للخيول في أكبر مضمار خيول في مصر. تجمعه هذه الليلة الاستثنائية مع ثلاثة غرباء.

    2. "الليدي مِيتسي": السيدة الإنجليزية التي تتورط في هذا السباق، والتي تمثل الطبقة الاجتماعية الراقية.

    3. "الضابط المٌقَال سليم حقي": شخصية غامضة تتحدى الظروف وتسعى لتحقيق أهدافه الخاصة.

    4. "سمسار الخيول مرعي المصري": الرجل الذي يجمع هؤلاء الأشخاص المختلفين في ليلة واحدة.

    ويعد تحويلها إلى فيلم سينمائي تحديًا متوقعًا ومنتظراً.

    النهاية خيبت ظني بعض الشئ ولم أتوقعها بهذا الشكل وهو الأمر الذي سيختلف من قارئ لآخر، وبالتالي قيمتها بأرعة نجوم ونصف من خمسة.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    أنهيت الكتاب في ليلة الإعلان عن الفائز بالبوكر العربية. الرواية جيدة ، لكن هل هي جيدة لدرجة القائمة القصيرة للبوكر- وربما الفائز؟ لكن أذكر نفسي أن الفيل الأزرق ترشحت للقائمة القصيرة، لذلك فسؤال الأحقية لا معنى له.

    لكن أقول أن الرواية مشروع فيلم أكثر منه رواية، ماكياج وملابس وديكور وحوار بلغة العشرينات ونهاية شبه سعيدة بها بعض الحزن الرومانسي، مشروع فيلم بامتياز. أكثر ما اعتمد عليه الكاتب هو وصفه لكل شيء، تحريه الدقة في الرصف والتاريخ واللغة والمصطلحات. مجهود يشكر عليه، لكن كتابة الروايات أعمق من هذا. بين القصرين تدور أحداثها في نفس الفترة، ولكن لا أذكر أن الأماكن والحوارات استهلكت من نجيب محفوظ- وهو من عاش تلك الفترة طفلًا- مثلما استهلكت كاتب هذه الرواية. ثم إن اهتمامه بالحكم والفقرات المهيأة للاقتباس ينقلب ضده في بعض الأحيان. أذكر مرعي المصري وهو يتكلم مع ميتسي بلغة أولاد البلد من نوعية عدم اللامؤخذة ثم فجأة يقول بعربية فصحى إحدى الحكم.

    لكن في النهاية الرواية جيدة كبداية، سهلة القراءة جاذبة، صارت منذ ترشيح البوكر مقامًا يزوره الجميع ليلقي بنذوره.

    على الكاتب أن يخرج من عباءتها سريعًا وأن يهتم أكثر بفلسفته ويقلل من الوصف واللغة والبكاء.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    رواية مقامرة على شرف الليدي ميتسي

    للكاتب الشاب أحمد المرسي

    ..

    الروايات الحديثة بقيت ألاقي إنه صعب أكمل قراءتها لأسباب كتير زي ضعف اللغة أو انحدارها أو محاولة خلق تويستات عجيبة لإثارة الشغف

    لحد ما تقرأ حاجة تكون الاستثناء وتقدر تاخدك في رحلة متكونش عاوز إنها تخلص

    وده شوفته ينطبق على رواية مقامرة على شرف الليدي ميتسي

    ..

    في البداية مكنتش متحمسة لأني اقرأها بسبب العنوان

    لكن بعد ما قرأتها فهمت مغزى العنوان ده وشوفته لايق عليها

    ..

    أول فصل كان شوية ممل بالنسبة لي

    ولكن بعد ما بدأت الفصل التاني مقدرتش أتوقف عن استكمالها

    ..

    اللغة كانت جميلة ولكن أنا محبتش الخلط بين الفصحى والعامية

    ..

    الشيء اللي بيجذب في الرواية بالنسبة لي كان نجاحها في إظهار الجزء الداخلي في أبطال الرواية والإحساس بإنك متشابه معاهم داخليا وكأنهم انعكاس لما في داخلك

    في النهاية رغم اختلاف البشر لكن بشوفهم متشابهين في مشاعرهم واحتياجاتهم والرواية نجحت في إظهار ده بشكل كبير

    ..

    النهاية اللي حاولت تتغلب على كآبة التفاصيل كان فيها نقلات كبيرة غير ممهد لها في الرواية

    بس في الآخر أعطت أمل وده أحيانا بيكون مطلوب

    ..

    في المجمل الرواية رأيي فيها إنها لطيفة جدا وتستحق القراءة

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق