روح الروح
تأليف
هاني صبحي
(تأليف)
سهل أن تكون صحفيًّا.. صعب أن تكون وائل الدحدوح.. قد تتشرف وتفخر بانتسابك لمهنة الصحافة.. لكن أن تكون وائل الدحدوح، فالصحافة هي التي تفخر بأن رجلًا مثلك اقترن اسمه بها.. أن تكون صحفيًّا، فأنت ناقل أو محلل للخبر.. لكن أن تكون وائل، فأنت وأقاربك وزوجتك وفلذات أكبادك الخبر.. أنت تكون صحفيًّا، فقد تكون كل أمنياتك ومبتغاك أن تسعى لنقل الحقيقة كي تنال رضا الناس أو رؤسائك.. أما أن تكون الدحدوح، فأنت مدرك أن خيارك من البداية رضا الله حتى يحتسبك مع الصابرين، وأنك وأحبابك مشاريع شهداء، أسوة بشعبك الأبيّ الصامد.. أن تكون صحفيًّا، وتتجرع آلام الفقد هذه مرة تلو الأخرى، فلن يلومك أحد حين تتذمر، تمل، تيأس، تنزوي ولو قليلاً كي تنال قدرًا من الراحة والتقاط الأنفاس.. أو فرصة للصراخ والبكاء.. أما إن كنت وائل الدحدوح، فأنت مؤمن أن هذا قدرك، وتلك خياراتك، حيث لا وقت للصراخ، ولا تملك رفاهية البكاء والانهيار.. أن تكون وائل الدحدوح، فأبشر.. فقد نظر الله إلى قلبك المؤمن بقضائه، العاشق لتراب الوطن، واصطفاك آية متجسدة للصبر والإيمان، ورسالة حية للأمل والرجاء.