في تلك اللحظة، كانت سهير تعيش ضجيجًا وفزعًا داخليًّا، فيما عيناها تبحلقان في السقف، والمصباح المطفأ، وكانت الستائر تتصدى لضوء النهار، وللدفء، وتلغي الشارع والسيارات والرجال والبنات والنساء والحركة، والرغبة في الشراء والبيع، تلغي الدكاكين، والمقاهي والضحكات بينما السيدة السمينة ممددة على الكنبة المقابلة، كتلة ضخمة من جسد يرتجف، وعين مذعورة تطلُّ على ابنتها التي تتنفس بالكاد.
شجو الهديل
نبذة عن الرواية
ياه.. كبرت الزَّغْلُولتان، صارتا حمامتين، وصرتُ أحبُّ التَّنصُّت لهديلهما في الصباحات الباكرة. يرتفعُ الهديلُ كأنه تسبيحٌ، كأنه تهدُّجٌ، كأنه مُغازَلةٌ، كأنه طلبُ الوُدِّ، سألَتْ نفسها: هل ضاعت منكِ اللغة يا سهير.. ياه!! يتعالَى هديلُ الحمام يحكي ذكريات، بالكاد أراها مُضبَّبةً تبعثُ على الفرح وعلى البكاء. يتعالَى هديلُ الحمام فيحُطُّ في القلب صوتك يا مالك، يُطبطِبُ على قلبي الموجوع وجسدي الذى تأكله الخلايا المعطوبة.عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 136 صفحة
- [ردمك 13] 978-977-490-746-3
- دار العين للنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية شجو الهديل
مشاركة من إبراهيم عادل
اقتباس جديد كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
إبراهيم عادل
رواية جميلة .. ورايقة،
أسلوب سهل ممتنع .. ولقطات من حكايات بسطاء بمستويات مختلفة، عالم يتقن جار النبي الحلو صوغه وبناءه .. ويفتننا به كل مرة 😍
-
محمد الرزاز Mohammed Elrazzaz
"ياه! في القرية كان الناموس يأكلنا، وحين نعد له الدخان من حريق الحطب أو الجِلَّة، كانت الكُحَّة تُهلِكنا. الآن رشّة ورشّة وأنام في نعيم، وأحلم كثيرًا. أحلم بدخان الفرن، وشيّ الذّرة، بقَشّ الأرز، والترعة الضيقة، ونقيق ضفادعها…" - شجو الهديل للمبدع جار النبي الحلو 🇪🇬
قرأت العديد من أعمال ابن المحلة جار النبي الحلو، ومع كل قراءة، تترسخ في ذهني قناعة شخصية مفادها أن كتابات هذا الرجل تجعل من بساطة اللغة وعفوية الأحداث وحميمية الشخوص منهجًا يثمر أُلفة وتعاطفًا في نفس القارئ. ينأى جار النبي بأعماله عن المنعطفات الشديدة والحبكات المعتادة، فيخال للبعض رتابتها أو فقرها الدرامي، وهو عين الخلط، إذ أن استحلاب كل لحظة واعتصار كل تفصيلة ينطوي على قدرات لا يحظى بها الكثير من الأدباء.
عوالم هذا الرجل أثيرية، تبدو فيها الأشخاص وكأنها منصاعة لتيارات خفية تحملها قسرًا في نهر الحياة، تتلاقى وتتباعد بغير حول منها ولا قوة، فتتداخل الحيوات وتتضافر المصائر في تراكيب لا تخضع لحسبة يمكن فك شفرتها. هنا، يتغير المشهد باستمرار وإن تباطأ، مما يحتم علينا اختبار دورة المسرّات والحسرات صفحة بعد صفحة.
كثيرًا ما أجدني قد أعددت كوبًا من الشاي وانتقيت عملًا لهذا الرجل أو لغيره من أدباء مصر الذين أبدعوا في رصد الظرف الإنساني للشخصيات التي عادة لا نعيرها اهتمامًا: خيري شلبي، إبراهيم أصلان، كمال رحيّم، مجيد طوبيا…ينفذ الشاي ولا ينفذ سحر الحكايات في بلدي مصر.
#Camel_bookreviews